ابحث في مدونتي

الأربعاء، 25 فبراير 2015

قصتي : حب في ن السياسة (36)




رن جرس المنزل، ففتحته احدى بنات الحاج علي، كان أبو فهد واقف أمامها مباشرة:

- أبلغي والدك أن أبا فهد يريده عند الباب

- بابا ليس في المنزل

- هل يمكنك اذا استدعاء أم فهد؟

- عمتي؟


هز رأسه بالايجاب، منذ مدة طويلة لم يسمع وصف زوجته بالعمة "يبدو أنها اشتاقت لتكون بين أسرتها .. هذا كل ما في الأمر اذا!" دقائق وأقبل الحاج علي من الخارج، ترافقه شريفة. رحب بأبي فهد بينما اكتفت شريفة بالسلام على أبيها برسمية، مختصرة على نفسها أي كلمة أو تصرف جارح قد يصدر منه:

- أهلا أبي .. آمل أنك جئت طلبا للخير

- أريد أن ترافقني زوجتي لبيتها ...


تقدم الحاج علي أبا فهد ليُدخله مكتبه، تتقدم معه شريفة. نظر اليها والدها مليا، أمسكها من كتفها، وأدارها اليه لتلتقي عيناه بعيناها:

- البيت لا زال بيتك .. عودي معنا

- وفهد؟

- أنا قادر على حمايتك منه


نظر الحاج علي لعيني أبي فهد، كان يريد ان يقرأ نواياه "أيعقل أنه صادق فيما يقول؟" بمجرد أن جلسا، توجهت شريفة لاستدعاء أمها.

دخلت أم فهد المكتب مسلمة على الجميع، جلست ذات الجلسة الواثقة التي صارت تستقبل بها أبا فهد مؤخرا:

- أهلا أبا فهد .. أخبرتني شريفة أنك طلبتني

- جئت أعيدك لبيتك معززة مكرمة

- وهذا؟

كانت تشير لشقيقها، فنظر اليه أبا فهد وسألها مازحا:

- علي؟ ما به؟ تريدين أن نأخذه معنا؟؟

- بل أريدك أن تحضرني اليه .. متى أردت

- لك ذلك ... وشريفة أيضا ستعود معك

- لا ... شريفة استقرت بمنزل زوجها .. لكنها ستزور أهلها .. لن تنقطع عنهم أبدا

- انها دارنا جميعا ..


على مدى سنوات، كان الحاج علي وكلما اقتحمت أخته ذاكرته يردد "انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء، فسبحانه مغير الأحوال، قد يسكننا اليأس من ان يبدل الله انسانا، الا أنه دائما عند وعده "ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"!

تبسم الحاج علي، ووجّه حديثه نحو أبي فهد:

- آمل أن تجدك ابنتك عونا .. مخطئ يا أبا فهد ان ظننت أننا مسؤولون عن أولادنا فقط ماداموا يطيعونا .. نحن مسؤولون عنهم بل عن كل المجتمع والانسانية .. أحسِن لهما أحسن الله اليك .. أعنهما على الخير .. وأبعدهما عن الشر

- ان كنت تقصد فهد يا علي .. فلا طاقة بي على تغييره .. كلما أستطيعه ربما هو دفع أذاه عن شقيقته .. آمل ذلك حقا


ركضت شريفة عند بنات خالها، لم تكن مصدقة أن شفاه والدها نطقت هذه الجملة "أنا قادر على حمايتك منه"!! منذ أيام كانت تسأل الله أن يحميها من والدها وشقيقها، فسخر لها أمها، تلك الانسانة الضعيفة مسلوبة الارادة، ليتحول والدها من متسبب بالأذى لمانع عنه! ارتمت باكية في حضن زوجة خالها، فلم يعد حضن صديقتها زهراء متوفرا:

- أكاد لا أصدق يا خالة .. أيعقل أن تتغير الدنيا مئة وثمانون درجة فجأة!!

- من قال أنها تغيرت فجأة يا شريفة؟

- والدي ... لم تسمعي ما قاله

- لكل مجتهد نصيب.. لقد قالها الله صريحة مرارا وبمختلف الصور .. أنه يعين من عمل، ودعا، ووثق فيه .. فتحملت كثيرا .. ودعيت الله كثيرا .. وعملت كثيرا .. ولم تستسلمي أبدا .. وكنت واثقة أن الله سيكون في عونك .. فكان الله في عونك يا ابنتي.




عادت أم فهد من مكتب شقيقها، والفرحة تكسو قلبها، وتقفز بين نظرات عيونها، وكأنها عروس للتو جاءها من أرادته خاطبا، هذه المرة لم تقف هذه السيدة بوجه أهلها لتكون مع من اختارته زوجا، بل وقفت بوجه زوجها لتكون مع من اختارهم الله لها أهلا!


حملت حقيبتها، وقبلت ابنتها، شكرت عائلة أخيها لحسن استقبالهم، ووعدتهم أنها لن تبارح هذا البيت أبدا، ووعدوها أنه سيكون مفتوح لها ما بقي الدهر :

- عزيزتي شريفة .. أنا مطمئنة عليك وأنت في عهدة عمتك أم فضل .. دعيني أطمئن أيضا من وضع البيت .. ثم سأدعوك لزيارتنا

- لست مستعجلة ماما .. الأهم عندي أن تزوريني

- باذن الله ...


عادت أم فهد، سيدة لمنزلها، وكان في استقبالها – بالصدفة – ابنها فهد، نظر اليها مستغربا، ثم أشاح بوجهه عنها، يريد الباب ليخرج، فاستوقفته:

- فهد ...

استدار لوالدته صامتا:

- هذا البيت .. هو بيتي أنا ووالدك .. ونحن سعيدين أننا قادرين على استقبالك فيه دائما .. ما دمت حريصا عليه وعلينا ... شريفة في منزل زوجها .. وستكون في زيارتنا كل يوم ... أنتظر منك أن تحترم البيت وأهله وزواره

توجه فهد ناحية أبيه:

- أهذا ما توصلتم اليه في منزل خالي؟ ببساطة يا أبي؟ ستقبل املاءات شريفة .. ستمرر خطط والدتي وشقيقها؟؟ ستقبل الانقلاب علينا؟؟


يبدو أن الشاب فهد، قد تشرب بأبجديات أسياده، فكل ما يجري خلافا لارادته انقلاب! وصيغة التوافق لحل مشكلة ما، ما هي الا خطط ومؤامرات، والقبول بالحق يلحقه عار الاتهام بالرضوخ لاملاءات!! هز أبا فهد رأسه، لم يجادل ابنه، ولم يحاول مناقشته، لا يملك ذرة أمل واحدة بأنه قد يحاول الفهم، او حتى بأن قد يتجاوز الأمر من أجل رأب صدع لا يمكن لوالده تحمله:

- لا نريد منك شئ .. فقط اترك اختك وشأنها!




حطت الطائرة أخيرا، لقد أُنهكت زهراء وهي تنتظر انتهاء رحلتها الطويلة، أنهت اجراءات الدخول للبلد، وخرجت من بوابة القادمين تدفع عربة حقائبها أمامها، وتحمل صغيرها على ذراعها، بينما تبحث بعينين مشتاقتين عن زوجها، تتلفت يمينا وشمالا، ترفع جسدها على أطراف أصابعها علها تجد حسن بانتظارها، فجأة صارت تسمع صوتا مألوفا من بعيد:

- زهراء .. زهراء ...

انتبهت لمصدر الصوت، حسن الزوج الذي لطالما أبعد عنها قسرا، ها هو يركض مشتاقا باتجاهها، وصل أمامها مباشرة، صارت تسمع أصوات أنفاسه وقد أنهكه الركض اليها، عيناه تمتلآن شوقا، ويداه ترتجفان من البرد، تجمدت الدنيا لحظات حين تلاقت عينا الزوجين المشتاقين، تسمرا أمام بعضهما وكأنهما يعيدان طباعة صورتيهما في عين بعضهما!

صرخة من منتظر، الذي لسعه برد هذه البلاد الغريبة، أيقظ والداه من لحظة كانا يظنان أنها بعيدة جدا، تهاوت جدران غربة حسن بمجرد أن نظر لأسرته الصغيرة، التقط ابنه من ذراع زوجته، لفه بوشاح كان قد أحضره احتياطا لهذه اللحظة، ووضع على زوجته وشاحا آخر:

- لقد كبر منتظر كثيرا .. صار يشبهك يا أم منتظر

لم تكن زهراء قادرة على الكلام، ظن حسن أن السبب شعورها بالبرد، فاقترح عليها أن تأخذ سترته، لكنها لا تشعر بالبرد! لقد داهمها الدفء فجأة! دخلت شقة زوجها الصغيرة، غرفة وصالة في مؤخرتها مطبخ على الطريقة الغربية، أغلقت الباب وما ظنت أن سيكون لها مع زوجها باب يغلق!

- صرت تنام وجهازك مفتوح؟ وتخرج دون أن تتخفى يا حسن؟

- الحمدلله يا زهراء .. عدت لأكون انسانا .. لكن ثمن انسانيتي باهظ .. لقد قدمت وطني ثمنا!

- لا تحزن يا حسن .. سنتمسك بحلم العودة وليس أي عودة .. عودتنا ونحن متشبثون بانسانيتنا .. لن نسمح لهم بسلبها منها .. انسانية متشبعة بالكرامة

- دعينا نتصل للأهل .. لا بد أنهم قلقون عليك وينتظرون أن تطمأنيهم


رن هاتف الحاج علي، بينما كانت كل الاسرة متحلقة حول شريفة، ففضل معها على الهاتف. ابتعد الحاج علي عن بقية الأسرة ليرد على المكالمة:

- بابا ... أنا وحسن نريد محادثتكم بالصوت والصورة .. افتح الكاميرا


بسرعة ركض الحاج علي نحو شريفة، طلب منها أن تفتح المكالمة للجميع، ثم طلب منهم أن يصمتوا تماما، فتح كاميرة هاتفه وجاءته صورة وصوت حسن:

- عمي علي .... كيف حالك؟

- أنا بخير يا حسن .. أريدك أن تنصت يا حسن .. أنصت

- حسن ..... حسن ..... اشتقت اليك كثيرا


قد يلتزم حسن رباطة الجأش وهو يلتقي زوجته، بل حتى وهو يعود لأرض الوطن، الا أن لفضل بعمق هذا الشاب مكانة خاصة جدا، انه الانسان الذي قضى عمره وهو بجانبه، لطالما رعاه وحماه وأسعد قلبه، لطالما أبعده عن رفقة سوء، لطالما دفع عنه نتائج حماقة ارتكبها، لم يتمالك حسن نفسه وهو يسمع صوت فضل عبر الأثير، بصوت مبحوح أجابه:

- يا رجل ... لو جئت معي!! اشتاقك كثيرا يا فضل ..

ضحك فضل من كل قلبه، وكأنهما للتو دخلا الجنة معا! من يصدق أن فضل بصوته السعيد يتحدث من زنزانة مظلمة تملأها العفونة والرطوبة، ويقف عند بابها سجان غليظ؟! من يصدق أن صوت حسن المشتاق، بلهجته الأصيلة يأتي من بلاد تبعد عنهم بمقدار قارة على الاقل؟!! من يصدق أن هذه العائلة المترابطة، قد قطعت أوصالها اربا، بين سجين ومطارد ومهجر!!

ماذا أراد المتجبر بهم؟؟ أراد اسكاتهم؟ قتل ارادتهم؟ كسر روحهم؟؟ اذا ضحكات من هذه؟ أصوات من هذه؟؟ أنفاس من هذه؟!! واهم حقا من ظن انه قادر على وأد الحياة من أسرة واحدة ... فكيف بمن عمل وخطط ليأد شعبا بأكمله؟؟؟!


بسرعة انتهت مكالمة فضل، أنهاها سجان غليظ، غير مكترث بحجم الشوق في ارواحهم، أغلق فضل الهاتف لتكتمل سكينة روحه بسماعه لصوت حسن، لقد علم أن زهراء لحقت بزوجها، وصار يحلم باليوم الذي يلم الله فيه شمله بزوجته، عادت به الذكريات لأيام المطاردة فالتعذيب، تساءل بعمق قلبه "ترى هل ستنتهي أيام السجن كما انتهت أيام المطاردة وكما انتهت أيام العذاب؟" وجد الاجابة ماثلة بعمق ايمانه "نعم ستنتهي حتما بعون الله .. لن يطول بقاؤها ان شاء الله".


بدأت عائلة الحاج علي بالاستقرار، ورغم كمّ الوجع الذي يحيط بهم من كل جانب، الا أنهم يجيدون رسم البسمة على شفاه بعضهم، داخل وخارج البلاد، أحرار أو والقيد يضيق على معاصمهم، كانت تلك الأسرة واحدة من آلاف الأسر التي تنام على ألمها، بينما تتمسك بالأمل، ينامون في ظلام الظلم، ويصحون على ضوء الايمان، الكثير من الاشارات الالهية كانت تمر من أمامهم، يرون أنها علامات الانفراجة، فيمنون النفس بالصبر حتى يحين ذلك الفرج. لم تنقطع شريفة عن زوجها أو أمها منذ ذلك اليوم، ولا زالت زهراء تعيش بمحيط أسرتها رغم بعد المسافة، ولا زال فضل حاضرا بينهم رغم القضبان الحديدية، لا يمكن لأحد أن ينتزع الرضا من نفس أحد، هؤلاء قوم رضوا بما قدره الله عليهم، وعلموا أن نضالهم مسؤولية يتوارثونها جيلا بعد جيل، انهم يحلمون أن يكونوا هم الجيل الذي ورث النضال من أجداده، فأورث النصر لأبنائه، لذلك فنضالهم مستمر حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا ..



اليوم هو موعد زيارة فضل المعتاد، جاءته شريفة برفقة والدتها، كان سعيدا جدا بحضور عمته، وكأن نصرا ما قد تحقق له ولزوجته ولوالدتها حين انتصرت ارادتهم بالحق! اليوم لم تكن شريفة هي المتحدثة بل كان فضل، صار يتكلم عن السجن وكأنه مملكة خاصة به، يعلم بعض الصغار تجويد القرآن الذي تعلمه من حسن، ويقف في صفوف المصلين بامامة أحد رجال الدين المعتقلين، ويساهم في احياء الأذكار والليالي والمناسبات، لقد قرر فضل أن يمتنع عن الذهاب بقاعة المحكمة بعد أن صار اسمه يزج بكل قضية، كان يعرف أن عدد السنوات ليس الا رقما مخيفا يريدون عبره ارسال عدة رسائل، أولها أنهم يملكون زمام الأمور التي لا يملك زمامها الا الله، انتهت الزيارة ووقف فضل ليودع زوجته وعمته ووالديه، اقتربت شريفة من ثقوب الحاجز الزجاجي بينهما، وصارت تهمس اليه:

- يقول حسن .. انه قادر على تأمين الطريق اليك .. فما أنت قائل؟

ضحك فضل مندهشا من حجم ارادة والحاح ابن خالته:

- لا زالت هذه الفكرة في عقله اذا؟

- وصارت في عقلي أيضا ... فكر يا فضل أرجوك فكر ...

تبسم لزوجته، وغمز لها بعينه:

- أعدك أنك ستفرحين قريبا ... لا تشغلي بالك بأي شئ .. فقط كوني بخير

- سأبقى طول الدهر ... بانتظارك ..

شيئا فشيئا غابت أسرته عن عينيه، وجاء سجانه ليمسك كفيه، ويعيده لزنزانته "كم أشفق عليك .. تحمل ذنبي ويملأك الغرور بأنك تسلب حريتي .. وما علمت أن بيننا وقفة طويلة.. غدا تنقلب الدنيا فتكون أنت خلف هذه القضبان ونجرك نحن اليها .. الفرق انك تظلمنا اليوم فنلتمس لك العدل غدا .. نصبر على ظلمك اليوم .. لتضيق ذرعا بعدلنا غدا"!!


سيبقى الأمل يرف على قلوب سكنها الألم، ستظل الارادة الانسانية تحصد المعجزات تلو المعجزات، قد يظن ظالم أن ملكه دائم، فيخيفه صبية صغار حين يهتفون أمامه "أنك ساقط" ليبني الطوامير والسراديب، وينصب المقاصل لقطع الرؤوس المرفوعة فوق السحب رغما عنه، وبلا استئذان منه، لتنمو مكان تلك الرؤوس رؤوس قادرة على النظر لأبعد من تلك التي قطعت، تقتحم بكلماتها قصره لتهز ملكه :

(أظنت حيث أخذت علينا أقطار الارض وآفاق السماء، فاصبحنا نساق كما تساق الأسراء ـ ان بنا هواناً على الله وبك عليه كرامة، وان ذلك لعظم خطرك عنده، فشمخت بأنفك، ونظرت في عطفك، تضرب أصدريك فرحاً، وتنفض مذوريك مرحاً، جذلان مسروراً، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة، والأمور متسقة، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا، فمهلاً مهلاً، أنسيت قول الله تعالى: (ولا تحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لأنفسهم، انما نملي لهم ليزدادوا اثماً ولهم عذاب مهين)


وكأنهم قطرات ماء هادره، تتساقط منذ مئات السنوات على صخرة صلداء صماء يملأها الغرور، يظن الناظر اليها أنها عصية على الفتك، حتى تتمكن منها تلك القطرات فتحيلها ترابا يذروه الرياح!


"وان غدا لناظره قريب"



تمت في يوم الأربعاء الخامس والعشرين من فبراير للعام خمسة عشرة وألفين ميلادية .. البحرين ⬇


همسة :

بعض الحكايات .. لا نهاية لها .. تستمر معنا ما بقي الأولون والآخرون ..
تنتقل من جيل الى جيل .. تتربع في صدر التاريخ حتى يتعذر على البشرية أن تحكيها ..
حكايتنا قديمة .. تتجدد مع كل جيل .. يتوارث آلامها الآباء عن الأجداد ..
اما نحن .. جيل التغيير فنحلم ان نورث ابنائنا نصرا .. نحلم أن نكون جيل الثورة الاخير .. نحلم ان نتوقف عن توارث "ثورة" لنتوارث "وطنا" ..

لم تنته الحكاية ... فللتو حكايتنا بدأت ...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قف.. فكر.. قرر بوعي

  نسمع كثيرا عن مفردة (الوعي) ونُدعى كثيرا لأن نكون (واعين) بل وحتى في أحاديثنا المعتادة نطالب أن يكون الآخر مالكا-لوعايته الكاملة (تعبير دا...