ابحث في مدونتي

الخميس، 6 يونيو 2019

جر الأسى



.
.
(جر الأسى)

قد يكون أبرز وجه من وجوه الحياة هو وجه "الابتلاء"
فقد عزيز
خسارة مال
مرض
الخ الخ الخ

وقد يكون اقسى انواع الابتلاء.. فقد عزيز وكيف به لو كان فقدٌ بشكل مفاجئ لشابـــ/.ـة أو طفل في مقتبل أيام عمره.
فُجعت كل البحرين في صبيحة العيد بخبر موت ٣ سيدات لم تتجاوز أكبرهن نهاية الاربعين.. فقدن بشكل مباغت جدا بينما كن منهمكات في عملهن ليكفين أنفسهن شر الحاجة لغير الله، ومن الطبيعي أن يتأثر كل من له قلب بفاجعة عائلة هؤلاء السيدات من الطبيعي أن يفكر بشعور الأم الفاقدة والابن المفجوع على والدته.
لذلك فقد كان أرقى شكل من أشكال التضامن والتأثر والمواساة ان حشودا كبيرة استبدلت ملابس العيد وغادرت الاجتماعات العائلية وفرغت جداولها لتحضر مسيرة تشييع هؤلاء السيدات بقلوب منفطرة وعيون دامعة
.
لكن مما أثار امتعاض البعض- ومنطقي جدا ان يثيره - حالة اجترار الأسى التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي تذر الملح على الجرح وتصور الأسى بلوعة تفوق الاحتمال منذ صباح الأمس حتى اليوم، من الطبيعي ان يكتب فاقد وجعه ويسطر ألمه ربما في محاولة تنفيس عله يرتاح هنيئة لكن.. ان يفتح فاقد مواقع التواصل ليقرأ قصائد أسى تصور احاديث المفجوعين ولحظات الفقد فليس في ذلك عزاء - وان قصد الكاتب بكل حسن نية ان يعزي الفاقدين ويواسيهم - على عكس حضور الجنازة والربت على كتف الفاقدين وتذكيرهم بجمال الصبر والدعاء لهم واحتضان دموعهم فيشعر الفاقد ان هناك من يستشعر ألمه ويصبره ويتواجد بجانبه
.
يروى أن رسول الله صلى الله عليه و آله كتب إلى معاذ يعزيه بابنه:
"من محمد رسول الله صلى الله عليه و آله إلى معاذ بن جبل، سلام عليك؛ فإني أحمد الله الذي لا اله إلا هو، أما بعد: فقد بلغني جزعك على ولدك الذي قضى الله عليه، وإنما كان ابنك من مواهب الله الهنيئة، وعواريه المستودعة عندك، فمتعك الله به إلى أجل، وقبضه لوقت معلوم فإنا لله وإنا إليه راجعون. لا يحبطن جزعك أجرك ولو قدِمت على ثواب مصيبتك، لعلمت أن المصيبة قد قصرت لعظيم ما أعد الله عليها من الثواب لأهل التسليم والصبرَ. واعلم أن الجزعِ لا يرد ميتاً، ولا يدفع قدراً، فأحسن العزاء وتَنَجزِ الموعود، فلا يَذْهَبَن أسفك على ما هو لازم لك ولجميع الخلق نازلٌ بقدره، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته"

كتب رسول الله موصيا بالصبر ويكتب بعضنا متألم حتما لمصاب الآخر لكن بما يقوده للجزع.. فهلا تحننا على أنفسنا وعليه.
.
وما أُبرأ نفسي

إيمان الحبيشي


قف.. فكر.. قرر بوعي

  نسمع كثيرا عن مفردة (الوعي) ونُدعى كثيرا لأن نكون (واعين) بل وحتى في أحاديثنا المعتادة نطالب أن يكون الآخر مالكا-لوعايته الكاملة (تعبير دا...