ابحث في مدونتي

الأربعاء، 24 يونيو 2020

من بغاش.. طگ بابش


لطالما رُددت على مسامعنا ونحن صغيرات قد اقتربنا أو اقتحمنا مراحل الصبا، وفي تحذير واضح من قبل الاهالي والاقارب والصديقات وفي سبيل التحذير من (تغرير) الشباب - مع كامل الاحترام لشركائنا في الانسانية - عبارة (الي يبي الوحدة يطگ بابها) في اشارة لجدية الشاب للارتباط بالفتاة ذلك اننا لا نؤمن بعلاقات اجنبية خارج الاطر الشرعية.
.
حينها كانت فكرة الارتباط عن حب لا تزال مستهجنة جدا، ولست بوارد مناقشة مسألة الزواج التقليدي او الزواج عن حب لكني بصدد مناقشة العبارة اعلاه؛
.
(الي يبي الوحدة يطگ بابها)
.
حتى اليوم، فان رغبة رجل في الارتباط من امرأة فكرة رومانسية جدا في عالم المرأة، فهو قد اختارها شخصيا بذاتها وحتما وجد ما يميزها ليختارها هي لا غيرها.

لكنها رومانسية تصيب الكثيرات في مقتل!
.
فحين تتغاضى عن كثير من الصفات/الظروف/الطباع لانه (الصبي شارنها) ليتم التركيز على (كون الشاب يرغب بالزواج منها) بدلا من التركيز على (كون الشاب يصلح للزواج منها)!! تقع الكثير من الكوارث الاجتماعية.

ان السؤال الحقيقي الذي يجب ان تُبحث اجابته دائما هو (هل يصلح) بعد ان (رغب)؟ وربما تكون هذه المرحلة هي المرحلة الصعبة في اتخاذ قرار القبول من الراغب أو رفضه مع احترام مشاعر رغبته حتما.
.
ماذا لو لم تعرف امرأة من يصلح للزواج منها؟

يقول الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله: (اذا جائكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) جنبتان يضعهما رسول الله (ص) في مقام الاختبار الحقيقي؛ (الخلق والدين) مجتمعتان لا مفترقتان، ذلك انه كثيرين اصحاب دين يفتقرون للخلق وكثيرون اصحاب خلق لا دين لهم! لا يعني ذلك طبعا انهم لا يحملون خلفية دينية يسمَون بها لكن قد لا يحملون هوية دينهم الحقيقي.

اليوم كم من شاب مسلم يُعيب على الله احكامه؟! كم من شاب مسلم ينادي بحريات قيدتها عقيدته؟

معنى ان يكون امرء ذا دين ان يحمل قيم وهوية عقيدته وان ينتمي لها مخلصا ثم ان يتلبس ما تدعو اليه من خلق فيكون ذا خلق لدين لا يستضعف مسكينا ولا يعق أبا ولا يغتب انسانا ولا يحسد ولا يفتري ولا يرد الاساءة بالاساءة ولا يقذف ولا يشمت ولا يتجسس متأدبا بأدب عقيدته، لذلك قُدِّم الدين على الخلق لانه وجب ان يكون باعثه ومجدده ومأصله وقاعدته التي ينطلق منها ويستمر بها.

على النحو الآخر  فان الخلق بلا دين قد يعني يوما افتراقا في اهم اسس الحياة الزوجية (وهو السلوك العام للاسرة الجديدة في المجتمع) تربية الابناء واسلوب حياة الوحدة الاجتماعية المتمثلة بالاسرة الحديثة، طرق عقاب الابناء وسبل مكافئتهم، الحاجات التي يسعى الوالدين لاشباعها لديهم.

ماذا لو تزوجت مؤمنة ملحدا مهذبا رومانسيا باذلا مؤمنا بالحريات؟ ماذا لو ومن باب الحرية الشخصية لاطفاله رفض ان يتعلموا الصلاة وان يترددو على المآتم والمساجد؟ ماذا لو قرر يوما ان يبحثوا عن ذواتهم لعلهم غيريي الجنس او مثليين؟ ما المنطلق الذي يربي عليه صاحب الخلق هذا ابنائه؟ شرعة الامم المتحدة لحقوق الانسان مثلا؟؟ ام العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية؟  وما هو كتابه المقدس؟ بيان الحزب الشيوعي لكارل ماركس؟!

في المقابل هل تقبل هذه المرأة أن تتخلى عن وصية الله لها؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)، فتعليم الصلاة والاخلاق والمبادئ والعبادات عندها ليست ترفا فكريا بل واجب من صميم واجباتها كربة أسرة.

ان مما يؤسف له حقا ان نسمع عبارات مديح يتبادلها زوجان حول مدى احترام كل واحد منهما للاخر فيما يحمل من عقيدة وفكر ثم فيما تفرز تلك العقيدة والفكر من سلوك فج! الحديث هنا ليس عن نوع الحجاب الذي ستلبسه امرأة بل مثلا عن مهنة سيمتهنها الرجل كأن يكون مرابيا مثلا!
.
في الحديث عمن يصلح للزواج، ابواب متعددة اولها منطلق الحديث النبوي أعلاه لكنه ليس آخرها فظروف الانسان، وطباعه، اسلوب حديثه وتوجهاته الفكرية عموما، هواياته وروتين حياته اليومي، مستواه المادي والاجتماعي والمهني، مدى جده وهزله، رؤيته حول تكوين الاسرة والزواج، مدى وضوح الرؤية لديه، بساطته وتعقيده كل تلك التفاصيل مما يجب على الفتاة أن تأخذه في حسبانها قبل الحديث عن (رغبته) في الزواج ومدى اقدامه على (طگ الباب) فكم من طارق اجوف أو متهور!

قف.. فكر.. قرر بوعي

  نسمع كثيرا عن مفردة (الوعي) ونُدعى كثيرا لأن نكون (واعين) بل وحتى في أحاديثنا المعتادة نطالب أن يكون الآخر مالكا-لوعايته الكاملة (تعبير دا...