ابحث في مدونتي

الاثنين، 9 يونيو 2014

خاطرة (غربة وطن) .. !

 تقفُ بعمق وطنك
بين احبتك وجماعتك
تنتشي والجميعُ حولك.. أو هكذا يجب أن تشعر
لكن عوضا عن ذلك.. تشعر بغربة.. بمرارة
ورغم برودة الجو وجميل عبيره.. تستشعرُ القيظَ بين جنباتِ روحك
قد يرتفُع بصركَ للأمام.. لكن قسوةُ شَمسِكَ تُجبِرُكَ لتعودَ بأدراجِ نظراتِكَ لتحتِ قَدمِك

تَوقف عن الحُُلم
تَوقّف عن الأمل
كُفَ عنِ التفاؤل
لا تَبتسم

حياةٌ قاسِيَةٌ تلفُ تِلكُمُ الأحلام
وأفعى البطشِ تَلتَفُ حولَ روحِ أمَلِك حتى لتظن أنها تكادُ تَلفُظُ أنفاسها الأخيرة..
وباتت ابتسامَتُنا الصفراء الساخرة عُنوان تفاؤلنا الذي نخشى أن يَشتدَ عودَه ف ..... يَنكَسِر!!


أعوامٌ تمَضي.. أيامٌ تتفلت مِن بينِ أيدينا.. دون أن نشعرَ بها.. تَسلبُ من أرواحنا بقايا الحياة.. فتزحفُ تجاعيُد الوجعِ على جِباهنا ولمّا يَحُن أوانها بعد!
وينقلب سواد شعرِنا لبياضٍ لا يُشبهُ قُلوبنا التي اسودت من القهرِ والحَزن..
حتى يصيرُ حُلمُنا مُجردَ "قبرٍ وَكفن" نتوقُ لنتوسده..
حتى يصيرُ "نزعُ الروحِ" غايٌة لمشتاقٍ يتوقُ لعدلٍ ما عرف معناهُ على أرضِ الدنى..

غَريبون نحنُ بدنيانا..
غَريبون بأحلامنا وأمانينا..
فكلُ ما نرجوه "بسمة" انتَزعها الزمانُ.. وأخونا الانسانُ من شِفاهِنا عُنوة..

قاسٍ هذا الإنسانُ على نفسه..
حتى تجاسرَ فقسى بنفسهِ على آخرين..
ظلومٌ ويُُوغِلُ في ظُلمِ نفسهِ باستباحةِ دماءِ أخيه
عَرضُ أخيه
قلبُ أخيه
روح أخيه

نسى أنّ الحياةََ كما تُدين تُدان
فعرضٌ بعرض
وإذلالٌ بإذلال
وقسوةٌ بقسوة

قد يكونُ جَزاءُ سيئة بمثلها
لكن ما عاد جزاءُ إحسانٍ.. إحسانًا
ما عاد الوفاءُ جزاء الأوفياء
ما عاد الحبُ جزاء المحبين
ما عادت الجنةُ للأتقياء ولا النارُ للأشقياء
على هذه الوسيعه كل الآيات مقلوبة!!
فالجنانُ للطغاة
وتحقيقُ الأحلام لصائدي الفُرَصِ والاستغلاليين والوصوليين
والنارُ من نصيبِ الصالحين!!

ما عاد الجزاءُ من جنسِ العمل
فإخلاصُ بقلةِ اكتراث
وتمسكٌ بكسرِ إرادة
وإصرارٌ بقتلِ عزيمة

عُذرا أيها الإنسان.. عُذرا أيتها الأوطان 
لقد كفرتُ بكم
وكل ما أرجوهُ منكم
غُسلٌ وكَفن!!

ايمان الحبيشي
7/6/2014


ثقافة اسمها (كما وصلني)

تحدثتُ في مقالات سابقة عن أهمية الكلمة، والمسؤولية الملقاة على عاتق كاتبها أو ناطقها[١] وكيف أن الكثيرين يمارسون بقصدٍ أو بغير قصد، عملية تزييف للوعي[٢] عبر كلماتٍ أو تحليلاتٍ بُنيت على أسسٍ خياليةٍ أو مكذوبة.


إن ما يدعوني للفت النظر مُجدداً لأهمية الكلمة، كونها تُعد السلاح الذي بواسطته هُدمت ثقافات حقة أو باطلة، وبواسطته كذلك بُنيت حضارات حقة أو باطلة، وأجد أنا مجتمع صار يهتم بالكلمات، ينتخِب بعضها ويتلقى البعض الآخر مُسلّماً، رافعاً أمامها رايته البيضاء.. قد يكون ذلك أمراً إعتيادياً، فقد نقرأ ما يُلامس روحنا وعقلنا وواقعنا فنقبله سريعاً، وقد ننفر أحياناً من بعض التوصيفات والتحليلات وإن كانت حقاً، لكن المشكلة اليوم أننا (نتلقى - ننشر - نؤمن) بكل ما يصلنا بطريقةٍ آليةٍ أعتقد أنها ليست صحيحة، أو على أقل تقدير تحتاج منا لوقفة مُراجعةٍ لتقييمها وتصحيحها إن كانت تحتاج للتصحيح.


منذ أيام ونتيجة تكرار مجموعةٍ من الحوادث والحرائق التي راح ضحية أحدها زهرتان عزيزتان من زهرات جزيرة سترة (زهراء وغدير)[٣]، انتشرت بشكلٍ كبير جداً تحليلات عن سبب اندلاع الحرائق، عزاهُ الأعم الأغلب لتعطل جثة الشهيد عبد العزيز العبار رحمه الله، كما وصفه آخرون بأنه من صُنع السلطة. أما السبب الأول فقد دخلتُ في نقاشات عدة مع من نقل هذا الرأي عن الأساس الذي بُني عليه رأيهم فكانت الإجابة (كما وصلني)![٤]


كمٌ هائل من المعلومات والأخبار يُتداول بسرعة كبيرة، دون التحقق من صحته بشماعة (كما وصلني) -كإشاعات الحرائق التي انتشرت بالتزامن مع حوادث الحرائق المؤسفة التي أشرت لها منذ قليل- وهي مساهمةً تُقدم مجاناً لمن أراد أن ينشر كذبةً أو يُوقع فتنةً، أو يُزيف وعياً، ونحنُ قطعاً بممارسة عملية النشر بتلك الآلية نكون مسؤولين أيضاً، مسؤولين عن نشر إشاعة تمس عرض إنسان ما، أو تُهوّل أمراً ما مُربكة المجتمع، عبر قذف نوعٍ من أنواع القلق أو الخوف في نفوس الناس، مسؤولين عن نشر حادثة ( لا نعلم صحتها ) تُسئ لإنسان ما، مسؤولين عن نشر ثقافة ما أنزل الله بها من سلطان، تُشوّه العقول والنفوس والنوايا، فضلاً عن نشر أحاديث تُنسب لأهل البيت (ع) لم تصدر عن أحدهم، وإن توافقت مع مبدأ دعوا إليه، إلا أن مسؤولية الكذب عليهم لن تسقط عنا إن كان القول حسناً.


أما الرأي الآخر والذي يتبنى أن أسباب الحرائق هو أيد خفية تتبع السلطة، فلا أستسخفه ونحن نعيش هذا الوضع الأمني المقلق، إلا أني أيضاً لم أجد ما يدعمه على الأقل حتى الآن.. لا أرفض مبدأ الشك في كل حادثة أو واقعة نعيشها ذلك أن الحال يفرض علينا الشك، إذ نعيش إستهدافاً على كافة الأصعده، إلا أني أجد أننا نحتاج لدلائل حقيقية تُثبت تورط تلك الأيدي خلفها، لا لتبرئة السلطة لكن لأننا بحاجة لبحث جاد عن أسباب الحوادث التي تقع، كأن نُعالج الإهمال إن كان موجوداً، كأن نُوفر أدوات السلامة إن لم نكن نعتني بتوفيرها، كأن نتعلم أساليب التصرف الصحيح في حال حدوثها، كأن نتخذ تدابير وقائية تحمي منازلنا وأرواحنا شرها. أما تبني أسلوب أن كل ما يحصل على هذه الارض سببه السلطة فحسب، فذلك مدعاة لجمودنا وربما لاستمرار وقوع البلاء علينا، وليست الحرائق هنا سوى مثلاً نستطيع أن نُطبقه على الكثير من الحوادث التي تحتاج منا للوقوف على الأسباب الحقيقية لحصولها وبالتالي تصحيح مسار الأمور وإيجاد سبل الوقاية.


لكُل منا دوره الدقيق في هذا المجتمع، قد لا يُدركه الفرد إلا أن آثاره ستكون موجودة حتماً على الجميع.. إياك أن تقول (مجرد رسالة سأمررها) ليكن شعارنا (تلقى/ دقق / قيم / إنشر) لتكُن وسائل تواصلنا وسائل رحمة لا وبال علينا.


ايمان الحبيشي
31 مايو 2014
____________________________________________________________

[١]http://ertiqabh.blogspot.com/2014/04/blog-post_19.html?m=1 
[٢]http://ertiqabh.blogspot.com/2014/05/blog-post_8398.html?m
[٣] http://www.alwasatnews.com/ipad/news-888758.html
[٤] رأي سماحة السيد محمد العلوي حول الربط بين الحوادث المؤسفة وعدم دفن جسد الشهيد العبار ::
( لا شَكَّ ولا شبهة في أن للأعمال أثر في البلاء، وهذا هو القرآن الكريم والروايات المعصومة عن العترة الطاهرة تصرح عن علاقة تكوينية بين العمل وبين تقديرات الله تعالى وقضائه..
قال تعالى:
(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
وقال عز وجل:
(فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ)
وهذا قليل جدًا من كثير قد ورد في خصوص الابتلاء بسبب الأعمال..
أما أن نحصر حدثًا أو أكثر في سبب أو أسباب فهذا يحتاج إلى دليل صريح..
لماذا لا نقول بأن هذه الحرائق -مثلًا- بسبب انتشار السفور والمغازلات بل والسفالات في مواكب العزاء من المتفرجين والمتفرجات؟
لماذا لا نقول بأن السبب هو تحول العلاقات غير الشرعية بين الرجال والنساء كبارًا وصغارًا إلى حالة طبيعية؟
لماذا لا نقول بأن السبب هو عبادة الناس للأفلام والمسلسلات التي تضج بالمشاهد المحرمة صريحًا؟
هذا مع تجاوز أن الحرائق تتكرر كل سنة في موسم الحر، وكل ما في الأمر أن الأضواء قد سُلِّطت عليها هذه المرة!!
أما بالنسبة للشهيد العبار (رحمه الله تعالى) فأمره موكل لوليه ولي الدم، وليس من العدل محاكمته وتحميله مسؤولية ما يجري دون وجه علمي صحيح، وهذا مع علمنا بأنه لا تزر وازرة وزر أخرى، فيما لو قلنا تنزلًا بأنه وزر!!)

بين التراحم والتصارع؛ واقع انسان !

(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ ) ١
(فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ . )٢
قال رجل للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أحبّ أن يرحمني ربّي فقال له صلى الله عليه وآله وسلم: "ارحم  نفسك وارحم خلق الله يرحمك الله"٣
لستُ بصددِ تفسيرِ الآياتِ الكريمةِ أو الحديثِ الشريف، ولا حتى الدعوةِ للإلتزامِ بها، إنما اخترتها لمحاولةِ مناقشتها معكم، لعلنا نُوفقُ لقراءةِ خارطةِ الانسانِ الصحيحةِ، ولا أفضلَ لتلكَ القراءةِ من الاستعانةِ بمَن رَسَمَها ( الله ).

حينَ يُشيد الله برسولهِ ومن مع رسوله من زاويةِ ( التراحم بينهم )، ، حينَ يَتَحدث الله عن قومٍ (يُحبهم ويُحبونه) من زاويةِ التذلُّلِ لبعضهم ( التَذلل مِن اللّين لا مِن الذِلة كما وجدتُ في التفسيراتِ التي اطلعتُ عليها سريعا) ٫حينَ يُوجه رسولُ الله صلى الله عليه وآله أبناءَ الاسلامِ  ليَرحموا فيُرحمو، فجميعنا سنفهمُها كتوجيهات أو سجايا أرادَ الاسلامُ أن تكونَ من سجايا مُنتسبيه، وأن علينا الالتزام بها طمعاََ في الثوابِ ونجاةََ من العقابِ، لكني أريد أن اقرأها معكم من زاوية مُختلفةٍ قليلا؛ تُرى لمَ وجَّه الله الناسَ للتراحُمِ بالذات ولمَ أصّرَ رسولُ الله عليها؟!  أترى التراحم -الذي يُقابله التصارع- طبيعةٌ بشريةٌ فُطرَ الانسانُ عليها؟ وان كانَت كذلك فهل هي قابلةٌ للتلوثِ - كما أن الانسان يُولدُ بالفطرةِ وابواهُ يُهودانَهُ أو يُمجسانَهُ أو يُنصرانَهُ - فربما خُلِق الانسان بفطرةِ أن يكونَ رحيماََ فقسّتِ الدُنيا قلبهُ؟!
 لا أُريدُ الوقوفَ كثيراََ عندَ هذهِ الجدلية، فإن وُلدَ الانسان بفطرةِ الرحمةِ فتلوثت، أو بِفطرةِ التصارعِ فإحتاجَ أن يُهذبها الاسلام، فإنَ النتيجةَ واحدةََ كما يراها الكثيرُ من علماءِ الاجتماع؛ (أن التصارعَ طبيعةََ بشريةََ واجتماعيةََ )  بل يَجِدها البعض كالدكتور علي الوردي، بأنها طبيعةٌ تَدفعُ نحوَ التقدمِ والتطور! وما أفهمه شخصياََ من توجيهاتِ الله ورسولهِ، أن الانسانَ بحاجةٍ ماسةٍ للتراحمِ واللينِ داخلَ مُجتمعهِ - أكان التصارع فطرته او مما طرأ عليه - ليس لينالَ الجنةَ ورضا الله فقط، بل ليتمكنَ من بناءِ مُجتمعٍ سليمٍ قادرٍ على المضي للامام.

في الأشهرِ القليلةِ الماضية، كنتُ ممن يَرى أن حالةَ التصارعِ داخِل مُجتمعنا قد بلغت حداََ أصفهُ أحياناََ بأنهُ ( لا يُطاق ) وقد أنزوي عن بعضِ النقاشاتِ والتعليقاتِ، بل وبعضِ مواقعِ التواصلِ الاجتماعي لأُبعِدَ نفسي عن مظاهرِ ذلكَ التصارع ومنها:
- التسقيط
- سوءُ الظن
- التنابزِ بالألقاب
- تبادلِ الإتهامات
- التراشق
- التهجم على الشخوص
والكثيرُ الكثير من تلكَ المظاهرِ التي كانت مقتصرةََ على مواقع التواصل الاجتماعي، ثمَ زَحَفَت لتَدخلَ قُرانا، وأحيائنا بل وبيوتنا وربما بعضَ غُرف نومنا!

التصارع الذي نعيشهُ اليوم، قد يكون تصارع أفكار ورؤى سياسية من الدرجةِ الأولى، لكنهُ ألقى بظلالهِ على كلِ جوانب حياتنا سيما الاجتماعيةِ منها، وقد تَرتفعُ أحياناََ الأصواتُ للدعوةِ للتوحدِ ونبذِ التنازعِ نتيجةَ التوجعِ الحقيقيِ لما آلت اليه أحوالنا، أو ربما نتيجةَ اعتقادِ البعض أن المصلحةَ العامة تُوجبُ ذلكَ، وأجدُ بشكلٍ قاطعٍ أن حالةَ التنازعِ تُضعفنا كمجتمعٍ واحد، لكني لستُ مع الدعوةِ للتوحدِ كما يَفهمُها البعض بشكلها التقليدي، ألا وهي؛ أن يتنازلَ الفردُ للجمعِ على مستوى مادي أو فكري أو معنوي، وهي ما قد يَتَضاربُ مَعَ ما أسلفنا ذِكرهُ مِن طبيعةٍ بشريةٍ أثبت التاريخ انها تحصلُ وتتكررُ في كل المجتمعات، لذلكَ فإننالا بُدَ ومن أجلِ أن نصلَ لصيغةِ توافقٍ في تصارعناالفكري أو السياسي أو أياََ كان اسمه، لا بدَ أن نقبلَ مُنطلقاته، أن اختلافنا وان كنا ضمنَ مجتمعٍ واحد، هي طبيعةٌ علينا القُبولُ بها وأن التوحدَ لا يعني بالضرورةِ أن يُلغي أحدنا نفسهُ، ليذوبَ ضمنَ الآخرَ، وأن التصارع لا بُد أن يتحولَ لتنافسٍ لبُلوغ الهدفِ العامِ الذي يجمعنا داخلَ منظومتنا الاجتماعيةِ، دونَ أن يضعَ أحدنا رِجلهُ في مسيرةِ الآخرَ ليتسببَ بعرقلةِ مسيرتهِ وربما تكسيرِ رجليه ! 

إن كانَ التصارع محطةََ لا بُد أن نَمُر بها، فإني أُصر بأنها محطةٌ حتميةُ المرورِ لا المكوث، محطةٌ لا بُد أن نعرفَ كيفَ نُغادرها سريعاََ متخلصينَ من كلِ عوالقها النفسيةِ والاجتماعيةِ والثقافيةِ، متسلحينَ بما اكتسبناهُ من خبرةِ المرور بها، حتى نتمكنَ حقاََ من مُواصلةِ السيرِ نحوَ الأمام كما تمكنت من ذلك مجتمعات سبقتنا ( راجع تاريخ العلاقة بين حزب الله وحركة أمل في لبنان).
أتفهمُ أننا أبناءُ مجتمعٍ بسيطٍ يعيشُ مُتغيراتٍ وضغوطٍ كبرى، وقد يُؤدي بنا ذلكَ لأن نفقدَ توازننا قليلاََ، وأن ننشغل بخلافاتنا مدةََ، لكن هل يُعقل أن نبقى عالقينَ حيثُ التراشقُ والتنابزُ والتصارع الذي ان لم نُحولهُ لفكرةِ اختلافٍ راقيةٍ تدفعُ بنا نحو التطورِ، فقد يكونُ هو السببُ الرئيس في القضاءِ علينا!

يقول الدكتور علي الوردي أن ( الديمقراطية الغربية )، هي إختراعٌ إنسانيٌ راقٍ حوّلَ حالةَ التصارعِ البشريِ، الدمويِ، الوحشيِ على السلطةِ هناك، إلى حالةِ تصارعٍ ورقيٍ حقنتِ الدماء، واحترمت طبيعةَ الانسان ( التصارع ) فتحولت لمجتمعاتٍ مُبدعةٍ، منتجةٍ تحترم حقوق الانسان، وتختزل صراعها داخلَ صناديقِ الاقتراعِ وفي مقارِ المرشحينَ للانتخابات وضمنَ حملاتهمُ الانتخابيةِ ٤، وأقول ان كانت الديمقراطيةُ الغربية اختراعٌ بشري اخترعه الانسان، فإن الآياتَ بالأعلى وكثيرٌ مثلها داخل دفتي كتاب الله - يعرفها المختصون وقد أتوهُ عنها - قانونٌ إلهيٌ أثقُ أن بإمكاننا أن نستنبطَ منهُ قانونَ حياةٍ يحفظُ طبيعةَ الانسان، ويُهذبها دافعاََ المجتمعاتَ الإسلامية لتكونَ جديرةََ بإحترامِ حقوق الانسانِ التي أسس لها الله، ودعا لها رسوله وأهلُ بيته ،، فقط لنُدرِكَ حقاََ ان اختلافنا طبيعة وحق لابد ان نحترمه ونقدره ونُصيغهُ بطرق منتجة.




-----------------------
١/سورة الفتح الآية ٢٩
٢/سورة المائدة الآية ١٥
٣/كنز العمال،المتقي الهندي،ج ١٦ ص ١٢٩
٤/ لشرح اكثر اسهابا راجع كتاب مهزلة العقل البشري للدكتور علي الوردي 




ايمان الحبيشي
٢٤/٥/٢٠١٤

تزييف الوعي

رسالة وصلتني عبر مجموعةٍ من المجموعاتِ على برامجِ التواصل (whatsapp)، عُنوِنت بكلمةِ "حقيقة"، وساقت مجموعةٍ من المعلوماتِ التي أعرفُ جزماََ أنها لا تمتُ للحقيقةِ بِصِلة!

وعبرَ ندوةٍ رسميةٍ بإحدى الجمعياتِ السياسيةِ كذلك، سيقَت مجموعة من الإدعاءات وكأنها حقائقَ لا مجالَ للشكِ بها!

وما بين الأمرين (الرسالةُ والندوة) وجدتُني أقفُ على دائرةِ تقاطعٍ فيما بينهما، فأصلِ الموضوع واحد، وبالرغمِ مِن ذلكَ فقد سيقَ في المرتينِ بطريقةٍ مختلفةٍ ومتعاكسةٍ بشكلٍ كامل، إلا أنَّ صاحبيَّ الرسالةِ والخطابِ استعملا ذاتِ السلاح لطرحِ (قراءتهما أو رأيهما القابلان للصحةِ والخطأ) ك .. (حقائقَ نتفضلُ بها عليكُم لنُنمي وعيكُم ونمنعَ خِداعكم!!)

لا يُمكنني أن أدعي أن استخدام هذا الأسلوب يَتم دائماً عن سبقِ إصرارٍ وترصد، قد يكونُ تِكرارهُ ناتجٌ عن تَعوُد، وحتى عن جهل إلا أن نتيجة استخدامه عمداً أو سهواً واحدة وهي أن (سوقنا لحقائقَ باطلِةٍ، تَخلقُ وعياً زائفاً).

الكثيرُ من المواقفِ التي نتخِذها من شخوصٍ موجودةٍ على أرضِ الواقع إنما عن اعتمادنا على (حقائق) ساقها آخرون، دون أن نُعطي لِعقلنا حقهُ ووقتهُ في التفكيرِ والتريثِ والتصديقِ والشكِ، الكثيرُ من الرؤى نَرفُضها لأنها جاءت مغايرةً لما اعتدناه من اعتقادات صارت ثابتةً لا تقبلُ النقدَ والتقييم، وهي اعتقاداتٌ في أصلِها قد تتغيرُ، بل من الضروري أحيانا أن تتغيرَ بتغيرِ بعضِ الظروفِ وبتقدمِ الأُمم.

عاداتٌ اجتماعيةٌ، قيمٌ تَربويةٌ، رؤى سياسيةٌ، والكثيرَ الكثيرَ مما آمنا بهِ حتى صارَ ثابتاً وربما يحملُ منَ الرمزيةِ الشئَ الكثير إنما بُنيَ على اعتقاداتِ آخرين وحقائقَ لم تكُن من صنفِ الحقائق.

اليوم ونحنُ في عصرِ الكتابِ والإنترنت، وسهولةِ تناقلِ المعلومات، لازلنا نتَّبعُ ذاتَ الطريقةِ في تَبني الآراء، ولازلنا نَسمحُ للآخرينَ بإدارةِ شخصياتِنا وعقولِنا ورُبما معتقداتنا وبالتالي نِضالِنا كيفما شاء، بحسب قناعتهُ هوَ ومبتنياتهُ هوَ، ثُم نُلقي بعدَ ذلكَ باللومِ في فشلنا وامتناع تحقيقِ الأهدافِ عنا لأصحاب تلك الرؤى، والحقُ كُل الحق أننا المُلامون من الدرجةِ الأولى، فإن لم يَحترِم الفرد عقلهُ وقُدرته على تقييمِ رؤى الآخرين قبل تبنيها، ثُم مَنَعَ عَن نَفسهِ حَقَّ القُبولِ والتساؤُلِ والرفضِ لها، فلا يكونُ مِن حق أحدٍ أن يَلومَ قُدرةَ الآخرينَ على تسويقِ رُؤاهم على جمعٍ يمتنِعُ عن التفكير، ويستقبِلُ كلَ ما يتلقاهُ كحقيقةٍ دونَ أن يُكلِفَ نفسهُ عناءَ البحثِ والتيقنِ، وإن على مستوى الدلائلّ التي على أساسها بُنيت تلك الرؤى، مثلا؛ً كم من رؤيةٍ أو رأيٍ كان أساسهُ حديثاً نُسبَ لمعصوم، لتُفاجأَ بعد حين بأن لا صِحةَ لنَسبِ ذلكَ الحديثِ لمعصوم!
كم من آية فُسرت كما شاءَ من ساقها مُضمناً إياها بيانهُ، أو شرحهُ أو توصيفهُ، ليتضحَ بعد حين أن تفسيرَ تِلك الآيةِ مُقيدٌ لا يُمكنُ إطلاقهُ!

في الواقعِ، أن مسؤوليةَ صناعةِ الوعي إنما تقع على عاتق طرفين رئيسيين:

(صاحب الرؤية المطروحة) الذي يتحمل مسؤولية رؤيته حين ينسُجُها بحروفِ الزيفِ والخديعةِ وإن أرادَ بِها حقاً وإن كان عن جهل!

حَريٌ بكلِ من يتبنى رؤيةً ما، أن يسوقَ مُبتنيات علمية حقيقية تُساهم في الدفع نحو حالةٍ من التغيير المجتمعي، وربما الثقافي القادرِ على المساهمةِ بتقدمِهِ وتَطورهِ وحلِ مُشكلاته بشتى المجالات وِفق قيمه العليا، فإن قَصَدَ صاحب تلك الرؤية مصلحةٍ شخصيةٍ غير مكترثٍ بمصلحةٍ عامة، صارت المسؤوليةُ في مرمى المتلقي، ليقف بالمرصاد وذلك حين يكُون فطناً، يقظاً لما يُساق لهُ من معلومات، قادرٌ على التحررِ من سطوةِ (كاريزما) القائل، قافزا نحو الفكرةِ والطرحِ وجدواهُ ومدى صحتهِ واحترامهِ للحقوق والواجبات، ممتنعاً عن نشر وتسويق تلك الرؤية -بل كل ما يتلقاه- إلا بعد معرفتها معرفةً حقيقية والتأكد من تحقيقها -ولو نظرياً- للأهدافِ التي تُعلنُ أنها تُريدها وتسعى لها، مُعطياً الآخرين حق انتقادها، وتوضيح أسباب رفضهم لها، لعل ذلك يفتحُ آفاقاً، ويُسلط الضوءَ على مناطقَ مُعتِمةٍ لا بُدَ من كشفِها، وربما إجراءَ التعديلِ عليها لتكونَ أكثرَ موائمةً لمصالح الجميع، مُتفقة مع إمكانات المجتمع آخذةً في الإعتبار هويته وقيمه وثوابته الحقة.

إيمان الحبيشي
16 مايو 2014

واصل السير .. إياك أن تتوقف

مَنْ مِنَّا كان النجاحُ حليفَهُ على مدى سني حياته؟

مَنْ مِنَّا لم يتجرع مرارة الفشل والخذلان وقسوة الحياة؟

مَنْ مِنَّا عاش كُلَّ أيامه موفقًا سعيدًا كلَّما ابتغى أمنية تحققت؟

أكادُ أجزم أن لا أحد مِنَّا يعيش حياةً سعيدةً كاملةً ميسرةً بكلِّ ما تحوي كلمة التيسير من معنى، لكني أيضًا أكاد أجزم أن الكثيرين يعتقدون أن فلانَ الذي عرفوه يعيش حياته اليسيرة مُنَعَّمًا لم يعرف الوجع ولا السعي ولا البذل ولا الخذلان ولا الفشل..

حسنا.. 

نسبيًا، قد يكون لهذه الفئة وجود..

هناك أفراد أنعم الله عليهم بنعمة الصحة والذكاء والمال والبنون والرزق وكثير مما يهب الله عباده، ولربما كان هؤلاء من أكثر الناس تَرَشُّحًا للنجاح وللمساهمة الايجابية في بناء المجتمع، ولكن ببذل بذلوه ومشقة تجرعوها وغرس غرسوه حتى أينع ثم وقع نظرنا على الحصاد..

كذلك فإن بعضًا مِنْ هذه الفئة التي أنعم الله عليها بهباته فظنناهم سعداء بما وُهبوا، لو فتشت بين جنبات أرواحهم لوجدتهم متعبين منهكين حزانى لطالما سلبهم التفكير حلو نومهم، كرجل وهبه الله العلم والتدين والذكاء والصحة والزوجة الصالحة والذرية السليمة، لكنه ابتلى نفسه بالوسواس فكانت الطهارة شغله الشاغل حتى أنهكت جسده وروحه وباعدته عن زوجه وعياله وعزلته عن مجتمعه حتى اقترت عليه رزقه!!

وكزوجة وهبها الله رجلًا معطاءًا صبورًا محبًّا مجدًّا، فأحاطته بسلطان تحكُّمها وشكها، وضربت حوله سورًا من الأوامر والنواهي، وترقب كل شاردة وواردة تطرف بها عيناه حتى انتفض من قفصها ضائعًا هاربًا يبحث له عن شئ من هواء يشهقه، مغمض العينين يزفره مرتاح البال!!

نعم، هناك من وهبهم اللهُ كلَّ أسباب السعادة والتوفيق، إلا أن تركيبتهم النفسية أو تربيتهم الاجتماعية قذفتهم بملئ إرادتهم -طبعًا- في زاوية صغيرة من زوايا حياتهم فانزووا فيها حتى نسوا أن في حياتهم متَّسعًا آخر للأمل والتقدم والهناء..

ماذا يعني أن يُقتر عليك رزقك هُنيئة؟

ماذا يعني أن تواجه صعوبة ما في دراستك؟

ماذا يعني أن تعيش اختلافًا مع شريك حياتك؟

ماذا يعني أن يغادرك عزيزٌ مختارًا أو مجبورًا؟

ماذا يعني أن ترسم خطةً ما لتكتشف بعد حين أنها ليست صالحة للتنفيذ؟!

لماذا يجيد بعض البشر التعثر والوقوف والعيش بشعور المتألم دائمًا.. المغبون دائمًا.. الفاشل دائمًا.. المسكين دائما؟

لماذا يعشق بعضنا الاستغراق في جوانب الضعف من حياته مبطلًا مفعول جوانب القوة لديه؟

أتفهم جدًّا مواضع الألم في الحياة..

أعرف معنى أن تعيش الفشل والخذلان..

أدرك جيِّدًا -كما تدركون جميعًا- معنى السقوط وتبدد الأحلام، إلا أن التوقف لا يعني أن الأمور ستحل من تلقاء نفسها، فإن تعسرت دراستك فالمطلوب أن تبذل المزيد من الجهد، وإن عشت اختلافًا مع شريك حياتك فالمطلوب أن تحاول ايجاد صيغة اتفاق أو توافق أو على أقل تقدير أن تمنعه من التحول لخلاف، وإن فشلت فلا زال في الحياة متسعٌ من معاش.. قد نستسلم يومًا لشكونا.. لغرورنا.. لهوسنا.. لترفنا. لجشعنا..

ليست تلك المشكلة الحقيقية بل هي في أن نستسيغ استسلامنا ونطالب الكون، كل الكون، بالتأقلم مع خلل دواخلنا على أن لن نبذل شيئا من جهد لنعيد مؤشرات شخصيتنا لوضعها الطبيعي.

كل القصة هي: كيف نوظف مشقة الحياة لتكون وقودًا يحترق ليقذفنا خطوات للأمام.

إيمان الحبيشي

4 مايو 2014

السبت، 3 مايو 2014

عاشوراء التقليد وعاشوراء التقنين


عاشوراءُ الماضي لم يكنْ مُجردَ عاشوراء، كانَ صورةً مُمتلئةً بالألوانِ والأحداثِ والفعالياتِ، رُبما كانتْ المرةَ الأولى التي شَعرتُ فيها بالإكتظاظِ والامتلاءِ لحدِ الفوضى!
ضربُ صُدورٍ
شَقُ هاماتٍ
جَرحُ ظُهورٍ
لَطمُ وُجوهٍ
مَشيٍٍ على الجمْر
ركضةُ طويريج
مواكبُ مَشق
إنتشارِ مَضائِفٍ
تَبرعٌ بالدَم
نَصبٌ لِمجسماتٍ تَصويريةٍ
نشرٌ للراياتِ السوداءِ والخضراءِ والبيضاء،
أتودون أن أعترِف؟أيضاً كانتْ هي المرةَ الأولى التي إستهجنتُ فيها شَعيرةً ما وإن سراً، كالمشيِ على الجمرِ أو جَلدِ الظهرِ بالسلاسلِ حتى تسيلَ الدَّماء، لكني وقفتُ هُنيئةً أنظرُ لكُلِ ما يَحصُل، لا يُمكنُ أن ننظُرَ لزاويةٍ ما بِشكلٍ مُجتزأٍ مُنفصِلٍ عَن بَقيةِ الصورةِ سواءً إتفقنا مع هذه الشعيرةِ وتلكَ أو رَفَضناها، سواءً اعتبرناها إحياءٍ راقٍ أو مُشوهٍ لنهضةِ الحُسين (ع)، ففضلتُ المحاولةَ بأن أُلقي نظرةً كاملةً على الحالةِ الحُسينيةِ للعامِ المُنصرمِ، تساءلتُ حقاً ماذا حصل؟! ما سِرُ زيادةِ مواكبِ التطبيرِ والمشقِ والمضائفِ حتى أثارت لغطاً وتحولت تنازعاً!
ما وراءَ إصرارِ الشباب أو بعضهم على إحياءِ مُصيبةِ كربلاءَ بِكلِ السُبلِ المُمكنةِ والغيرِ مُمكنة، العاقلةِ الرشيدةِ أو تِلكَ ذاتِ الجزعِ المهيبِ المرفوضِ أحياناً ؟!
لو فتشنا عن تاريخِ هذا الشعبْ لوجدْنا ثلاثَ سنواتٍ عِجاف عاش مثلها قبلاً لكنها ما كانت بذاتِ التركيز؛ قتلٌ على الهوية،
إستهدافٌ على الهوية،
فصلٌ على الهوية،
إعتقالٌ على الهوية،
شَتمٌ للعقائدِ والعلماء،
إستهدافٌ للشعائرِ الدينيةِ،
حربٌ بِلا هوادة على كُلِ ما يَمُت للتشيعِ بصلة. 

لم يَكُن المُعتقل أو المقتول أو المفصول بحاجةٍ لأن يَكونَ (مُمثلاً) حقيقياً ذائباً بهويتهِ الشيعيةِ حتى يُحارب، كان يَكفيهم ولا زال أن يكونَ شيعيَ الإنتساب وإن من طرفِ أحدِ والديه، ليُشتمَ ويُبصقَ في وَجههِ ويُستهزأَ بهِ ويُلقى بالمعتقلاتِ بتهمٍ تَصلُ للقتلِ والتفجيرِ وحيازةِ أسلحةٍ وتكوينِ خلايا وجيوش.

كان الشعبُ يُصرُ مُنذُ الوهلةِ الأولى على أنّه ليس سوى باحثٍ ومطالبٍ بحياةٍ كريمةٍ لهُ ولكلِ من يقاسِمَهُ هذهِ الأرض شيعياً كانَ أو سنياً مسيحياً أو يهودياً، هو لا يُريدُ سوى أن يكونَ ذا هامةٍ مَرفوعة، مَحفوظَ الكرامةِ كغيرهِ، لكنهم حاربُوه ولا زالوا بإنتمائِهِ الدِّيني، تقّوّلوا عَليه وعلى قِياداتِ طائِفَتِهِ، ساسةً كانوا أم لم يَكونوا، تَجاوزوا في شَتمِهِم حُدودِ الوطنِ، فَوَصلوا للأئِمَةِ مِنْ وُلدِ النبيِ صلَ اللُه عليه وآله وسلم، مُروراً بِكُلِ المراجعِ المُرابِطينَ بأَوطانِهِم بل كُلِ بلدٍ يَحوي شيعياً !!

هَذا الشعب أدركَ يَقيناً وإن كانَ يعلمُ مُسبقاً أنهُ مُحارَبٌ في هَويَتِهِ، وأنهم يَحلُمونَ ويُخَطِطونَ ويُهَنْدِسُونَ ويَعْمَلونَ ويَسْهَرونَ الليالِ الطِوال، ويَصرِفونَ ثَرواتَ البِلادِ ليَنتَزِعوا مِن قَلبِ هذا الشعب إنتِمائِه وليسَ أفقعَ مِنَ الحسينِ تَعبيراً عن ذلك الإنتماء.

هل مِن المُمكنِ أن يُأخَذَ (يؤخذ) هذا الواقِعُ بعينِ الإعتِبار،إن كانَ كذلِكَ فرُبما لا يُطبِّر بعضَ هؤلاءِ الشبابِ إستفزازاً،ولا يَرسُمُ آخرينَ ترفاً، ولا تُنصَبُ المُجسَمات أو يُهرَعُ لركضةِ طويريج عِناداً، وقطعاً لا يُلطمُ الصدرُ تعنتاً، ولا تُنشر المضائف إسرافاً، ربما أنهم ببساطةٍ شديدةٍ يُحيونَ إنتمائهم بداخلهم (ظمأً) واحتياجاً والحاجاتِ أمُّ الإختراعات فما بالكم ونحنُ أصحابُ حضارة!!

لستُ بِصددِ الدفاعِ عن أُمورٍ قدْ يَجِدُها البعضُ إسرافاً وأجِدُها تحتاجُ لتوجيهٍ وتَقنين، لكني أدعوا لبَحثِ الأسبابِ وتشخيصِ التداعياتِ ومُحاورةِ العِلل لتَجاوزِ المُشكَّل سَواءَ وَقَعَ أو مَنْعِهِ إن كانَ على وَشَكِ الوُقُوعِ، نَحنُ اليوم على أبوابِ شهرِ رَمضان، ولن نَجِدَ أنفُسنا إلا ونَحنُ بِعُمقِ أيامِ عاشوراءْ، حَذارِ حَذارِ مِن مُحَاربَةِ فِكْرةٍ ما أو فعالية، فذلك ليس السبيلَ الصحيح لإيقافها أو تَقنِينِها أو توضيح خَطَأها مثلاً، لكني صِدقاً أقِفُ أمامَ مجموعةٍ مِن تِلكَ الأفكارِ التي صِرنا نُقلِدها إقتِباساً (بِغَضِ النظرِ عن الأسباب) مِن بُلدانَ تَختلِفُ جُغرافِيتها وطِباعِ أهلِها وطبيعةِ عاداتِها عن مجتمعاتنا وإن تَشابهنا في التشيع، نُكرِرُ عمليةَ التقليدِ بميكانيكيةٍ يَتنَزهُ عنها البشر الذين وهبهم الله عقلاً ليُفكروا، لا بأس أن تُقتَبَسَ الأفكارُ والإبداعات، لكن لا بُد أولاً مِن تَوطِينِها وتقنينها، هُناكَ هدفٌ نَسعى إليهِ مِن وَراءِ إحياءِ عاشوراء ليسَ أحدهُ التنازعِ ضِمنَ هذا الإحياء بل التَنافُس لِقَطفِ ثِمارِه إن أينَعتِ الثمار، نَتحدثُ عَن مَجالِسِ عاشوراءَ كثيراً، داعينَ الخطباءَ لطرحٍ عَقلانيٍ مُتَحضِرٍ راقٍ يَمُسُ اهتماماتِ أبناءِ المُجتمع، ويَنتَشِل شَبابهُ مِن الفراغِ، والجهلِ والتَمَلمُلِ والعيشِ بِلا هَدف بعيداً عنِ اللهِ وأهلِه، ثُمَ نَهجُرُ تِلكَ المَجالِسِ لنَتَنازعَ حَولَ رَكضَةِ طويريج! التَقليد ليسَ أمراً مُسْتَهجَناً بِحَدِ ذاتِه لكنهُ أيضاً ليسَ عَمليةً مَنْزوعَةَ البَصرِ والبَصيرةِ والتَعقُل، في أحدِ الأعوامِ وفقني الله لزيارة الأربعين في العراق قبل عاشوراء الفائت، ووجدتُ العديدَ مِن وسائلِ الإحياء التي لم أعتَدها والتي تَميزت بِطِباع أهلها، بينما مَرَّ موكبُ أبناءِ البحرينِ مُنَظماً، مهيباً خاشعاً، لِوهلةِ شعرتُ أن أبناءَنا قادرينَ على تصديرِ هذا الكمِ من المهابةِ والتنظيمِ والحضورِ الخاشع بمجردِ تواجدِ هذا الموكب كل عام، لكني تفاجأتُ حينَ وجدتُ أننا استوردنا اللطمَ والركضَ والجرحَ على طريقةِ الآخَرين، نَحنُ بحاجةٍ ماسةٍ لوقفة لإعادةِ عاشوراءنا المهيب، جامِعِ الكلمِ، مُوحِّد القُلوب، لنَكُن مُتفهمين لأنفسنا ومجتمعنا وطبائعنا، لِتكُن صُدورنا رحبةً حتى نَستطيعَ بذلكَ إحتواءَ ما قد نجدهُ إحياءاً لا يمتُ للحسين بصلةٍ بأخلاقٍ مُستمدةٍ من سيرةِ مُحمدٍ و آلِ مُحمد.

http://ertiqabh.blogspot.com/2014/05/blog-post_4466.html

الثلاثاء، 22 أبريل 2014

الكلمة حق غلافه المسؤولية



حتى وقتٍ قريب لم تكُن الكلمةَ مُتاحةََ للجميع، وكانَ العازمونَ على القراءةِ يُعانون من مشقةِ الحصولِ على ما يقرأون، لكنَّ الحالَ استحالَ لغيرِ الحال حينَ إنطلقتْ عبرَ الشبكةِ العنكبوتيةِ عشراتِ المنتدياتِ الاجتماعيةِ والسياسيةِ لتبلغَ الذروة مع َانتشار مواقعِ التواصل الاجتماعي، فصارَ الجميع قادراََ على بث رأيهِ أو ما يجولُ بنفسهِ لآلاف القراء عبرَ ضغطة زر، لم تعد هناك رقابة حقيقية على الكلمة، خصوصا مع تَمَكن الكاتب من إخفاء هويته لو شاء، تحولنا تحولا حقيقياََ نحو الحرية، وإن لوحق كاتبٌ ما يوماََ، ففكرتهُ التي أرادَ لها أن تصلَ وصلت، ولم تعُد أيَ سُلطةٍ قادرةٍ على مَحوِها أو وقفِ إنتشارها وهو أمرٌ جيدٌ قطعاََ، فالكثيرُ منَ المُبدعين إنطلقوا عبرَ هذهِ المواقع، وكثيرٌ من الأفكارِ السلبية البالية استُبدلت بفضلها، لكن بطبيعة الحال حتى القُدرة على بث الأفكار والآراء أُثبِتَ انها سلاح ذو حدين، فكما إنتشرت العديد من الافكار الراقية، هناك الكثير من الأفكار والأساليب الهدَّامه صارت أساليب وأفكار مُعتَمَده وباتت تُشكلُ الكثيرَ من الإنتاج الفكري للبعض، حتى البذاءات يا سادهة صارَ لها أصحابها الذين يرفعون شعارات رنانة ليمارسوها بكل حرية، فَتَحتَ عبائةِ النقد تُهاجم الشخوص وتُقذَف، وربما ديست قيمٌ اجتماعية وتربوية ودينية تقوم عليها مجتمعات، ووراءَ ستار الحريةِ لُفظ الاحترام ووُإدت المسؤولية، لستُ أدعوا للوقوف عند خطوط حمراء إلا التي أقرها الله ونبيه واهل بيته مع التفكر بها طبعاََ، لكنا نحتاج لوقفة.

نمتلكُ عُقولاََ راجحةََ وهبها الله إيانا لتُفكر حتى تصلَ بِنا لقمةِ الكمال الانساني، ولأن المجتمعات تتكونُ من مئات الآلاف من الانفس البشريةِ المختلفةِ، فمن الطبيعي أن تتعدَّدَ الآراء والرؤى خصوصاََ في تلك الأمور التي تحتملُ اللبسَ أو طرح الرأي فضلاََ عن بعضِ ما صار المجتمع يُعدُّه ثابتاََ حتى ينقُضُهُ العقلُ الانساني ليُثبتَ أن ثابتَ الأمس ليس سوى ضربا من ضروبِ إعاقةِ الفكر البشري والتطور الانساني فيُتخلى عنه.

 لكن،، أليس للكلمة مسؤوليتها؟!
حين يُسطِرُ أحدهُم رأياََ سيستحسنهُ البعض وسينقده البعض الآخر، ذلك امر طبيعي جدا، فكل رأي يحتمل ان يكون صوابا او خطأ، وربما كان رأيا مبنيا على جزء من الحقيقة، فلا يكون متكاملا لكن حين يُنقد بكل وعي فقدْ تبرزُ الجوانب المخفيةِ التي قد تُمكن كاتبه من العمل على اخراجه متكاملا، هذا ان تمكنَّا فعلاََ من النقدِ بشكلٍ بنَّاء يُحقق وصية أمير المؤمنين  ”أضْرِبْ بعْضَ الرّأْيِ بِبَعْضٍ يَتَوَلَّدْ مِنْهُ الصَّوَابُ.“

السؤال الذي أطرحُهُ ولا أجِد له اجابة هو؛ لمَ يتم تسفيه بعض الآراء لدرجة الاستهزاء؟
لمَ يَقفز البعض على الرأي المكتوب للكاتب؟
لماذا تُنقَضُ الرؤى عبرَ شتم أصحابها وتخوينهم وإخراجهم من ملة الدين؟
كيفَ منَ المُُمكن أن نُميزَ الخيط الدقيق بين النقد البناءِ والتسقيط؟
بل كيف نُدرك حقيقة النقد من البذاءة؟
وما دور القارئ لكل تلك الآراء والرؤى وما ينتجُ عنها من نقد أو تراشق؟ 
 
مسؤولية الكلمة تقعُ على عاتقِ كاتِبها وناقدها وقارئهما كأفراد من جهة والمجتمع من جهة اخرى، فحين نَكتب بمسؤوليةِ مخاطبة العقل لا إثارة العواطف او تأليب النفوس، وحين نقرأُ بصفة البحث عن الفكرة ومدى جدواها وواقعيتها وتقييمها وتقويمها من أجل المصلحة العليا لا من أجلِ التَصَيُد على كاتبها، وحين يكونُ لقارئِ الفكرة ونقدها دورٌ في رفضِ التسقيط والتصيد والشتم وتقييم التعاطي مع تلك الفكرة وذلك النقد، وحين تكون للمجتمع هبةٌ ضد التناحر الفكري، وداء شخصنة الآراء والرؤى، نكونُ في مأمن من السقوط الأخلاقي الذي بات منتشرا نتيجة الاختلاف الذي خلقنا الله عليه، وأساس تلكم الممارسات ايمان حقيقي بطبيعة الاختلاف والحق في ان نختلف، ورغبةٌ حقيقيةٌ في الخروج بمجتمع سليمٍ معافى قادر على المُضي بالانسان نحو الاستقرار والتنمية والتقدم.

ما يُؤلمني اليوم أن الحديث عن أخلاقيات الاختلاف وفن إدارة الخلاف، والتأدب في أي نقاش أصلا صارت أفكار ودعوات مرفوضة، يُتهم قائلها بالانبطاح والتملق أحيانا وبالحماقة والسفهِ أحيانا أخرى، يُؤسفني أن الشدة في القول وتجريم الاختلاف، والامعان في الخلاف، ومقابلة الاساءة بالاساءة، صارت قيوداََ تَلُفُ مَعاصِم التسامح والرحمة والتقبل، بينما كثيرون يتشدقون بأنهم من أُمّة كان نبيها (محمد) صلى الله عليه وآله خيرَ خلق الله الذي صَبَرَ على مُخاطبة الأكثرِ عنتاََ في التاريخ فقال عنه ربُهُ (وإنك لعلى خلق عظيم) .

الثلاثاء، 8 أبريل 2014

مقالتي المنشورة عبر مدونة ارتقاء .. لنكن اصحاب مشروع

نعيشُ على وجعِ ذكرياتٍ بحجمِ رأسِ أحمد فرحان، وهدمِ الدوار، ودخول قواتٍ أجنبية لبلدنا تُلاحقنا في الطرقات، وتقتحم البلدات لتقتلنا على الهوية؛ نعيشُ على أملِ الإلتقاءِ مع أربعةِ آلاف معتقلٍ بين محكومٍ وموقوف (طفل/إمرأة/رجل) تتراوح أحكامهم بين الإعدام والمؤبد مرورا بمختلف السنوات، نعيشُ بحرقةِ قلبٍ على مئاتِ المطاردين الذين تتربصُ بهم عيونُ الخيانةِ والخديعةِ والتوحش فتوقعهمْ بين قتيلٍ وأسيرٍ ومهاجر، نعيشُ على كسرةِ خبزٍ مسروقة وأراضٍ منهوبة، أعيننا ترقبُ كيف تتقافزُُ خيراتِ أرضنا بين يدي أغراب او ثُلةٍ متنفذةٍ دون أن نتمكنَ من إيقافِ قتلنا واعتقالنا وسرقتنا وإهانتنا، دون أن نتمكنَ حتى من سدِّ حاجتنا. وفيما مسلسلِ الإستهدافْ والإبادةِ والإقصاءِ متواصلٌ يسيرُ بخطىً حثيثةٍ نحو هدفه.. نستنزفُ أنفسنا بعملٍ ضمنَ جانبٍ وحيد، بعضنا يختزلهُ بالفعالياتِ الميدانيةِ السلميةِ، بالخطبِ والبياناتِ الحقوقيةِ، بالدعاءِ والصبرِ والصلاة، وصار البعضُ أيضاً يختزلهُ بإيجادِ معادلةٍ (للقوةِ) من قبيلِ (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) ،، وأقول واثقةً جداً مما أقول انَّا نمتلكُ أكثرَ منَ الخطبِ والفعالياتِ وكذلك أكبرَ من الملتوفاتِ وتبني عملياتِ الرشق والحرقِ وأكثرَ من هاشتاقاتِ الصراخِ مع بعض الفعالياتِ والأعمالِ أو ضدها،،
لستُ بصددِ استصغارِ كلِ ذلكَ لكني صِرتُ أتسائل، بين كلِ تلكَ الجهود هل نتجهُ حقاً باتجاهِ تغييرِ واقِعنا المُعاش؟ ألا نمتلكُ سوى تلكمُ الأدوات؟ في ظل انشغالنا بهذا الجانب، ألم نُهمل جوانبَ غيرِها بذاتِ الفعاليةَ او رُبما أكثرَ فاعلية؟ ألم نستغرق في جانبنا السياسي مهملينَ جوانبَ ثقافيةٍ واجتماعيةً وتربويةٍ لم يغفلِ النظامَ ضربها واستهدافها؟ كثيرون يتسائلون وأنا منهم تُرى مالعمل الذي نتمكن من خلاله من تحقيق التغيير الحقيقي المحسوس والفاعل؟!
(العمل).. إنهُ القصةِ التي أراني مُلزمةً بالحديثِ عنها كُلما أُتيحتْ لي فُرصةَ الحديث وإن خشيتُ أحياناً أن لا أُوفقَ لأُوصِلَ الفكرةَ كما تعتملُ تماماً بنفسي، إلا أني أعتقدُ أننا جميعاً مَدينون للمعتقلينَ وللشهداءِ وللنساءِ المنتهكاتِ داخلَ وخارج المعتقلات بل للوطنِ وللأجيالِ القادمة، مَدينون بأن نعرف حقاً (مالعمل؟). مالعمل الذي يجبُ أن نُقدِمه لنتمكنَ من تغييرِ معادلةِ استهدافِنا واستضعافِنا وملاحقتِنا والتنكيلِ بنا،، ترى مالعمل؟!
نمتلكُ أن نَخلقَ واقعاً مُختلفاً عبرَ العلمِ والإلتزامِ بالهويةِ والعقيدةِ ومعرفةِ التاريخِ ووضع الأهدافِ الصحيحةِ وبُعدِ النظرِ بتقييمِ وضعنا ومعرفةِ جوانبِ ضعفنا وقُوتنا وكذلكَ جوانبِ قوةِ وضعفِ الخصمِ ومن ثمَ العملِ الحثيثِ على تأسيسنا عِلمياً وثقافياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً دون إغفالِ الجانبِ السياسي ودون أن نسمحَ بطغيانهِ على بقيةِ الجوانب. لا بُدَ أن نُدرِكَ أصلاً عمليةِ التركيب والإرتباطِ اللازمةِ بين كلِ تلكمُ الجوانب فإن صَحَّت ألقت بظلال نجاحها على الجانبِ السياسي.
لا نَعيشُ وضعاً سياسياً متأزماً فحسب، بل أوضاعاً اقتصاديةٍ واجتماعيةٍ غايةٍ في الخُطورةِ والتعقيد وَجِبَ علينا العملُ عليها ومحاولةِ علاجها والإنطلاقِ بكل قوةٍ منها نحو مجتمعٍ قويٍ تخشى السلطةُ أيَّ سلطةٍ استهدافَهُ وتحسبُ ألفَ حسابٍ قبلَ أن تُفكِر في خدشِ كرامته.ِ ولا يُمكنُ لذلكَ أن يتحققَ إلا عبرَ عمليةِ تقييمٍ حقيقية لنا مُسقطينَ أثناءها كل المسمياتِ والإنتماءاتِ الحِزبيةِ التي صارت تأخذُ من جُهدنا وقُدرتنا، مُبتعدينَ عن ظاهرِ الأمور متعمقين للداخل تماماً، مُتجلببينَ بالمرونةِ والحزمِ في طرحِ إشكالاتنا مُسلحِّين بالشجاعةِ الكافيةِ لنتراجع عن (اللا مجدي) مُتجهينَ بقوةٍ لكل ما هو (مجدٍ ومؤثر) ..
لستُ من دعاةِ الوحدة.. أنا أُؤمِّن جداً بالإختلاف، فالإختلافِ سمةٌ إنسانيةٌ واجتماعيةٌ من الخطأِ الكارثيِ مُحارَبتها بل وجَب علينا أن نَتَعلمَ كيفَ نتعامَلَ معها ونتقدمَ مِن خِلالها.
لِنكُنْ أصحابَ مشروعٍ بعيدِ المدى ...



http://ertiqabh.blogspot.com/2014/04/blog-post_5907.html


الأحد، 30 مارس 2014

عقاب تلاوة القرآن

بينما كنت أصلي في مسجد إحدى المناطق، لفتني صوت جهور لطفل كان يقرأ فاتحة الكتاب..

قرأ الفاتحة وأتمها ليُعرج على سورة الفيل بينما الجميع منشغلون بصلاة الجماعة مع الإمام..

أنهيتُ صلاتي وبقيت أراقب الطفل الذي ما إن انتهت النسوة من صلاتهن مع الإمام حتى بدأ بعضهن بنهر الطفل عن (اللعب بالقرآن!!).

نظرت للطفل..
كان عمره في حدود 5-6 سنوات.. جلس على كرسي الصلاة ووضع القرآن على موضع السجود وصار يقرأ بحروف فصيحة سورًا حفظها عن ظهر قلب..

لم أفهم متى وكيف لعب الطفل بالقرآن؟! وكيف من المفترض أن تكون علاقة أطفالنا به..

هل قراءة القرآن وتصفحه لعب منهي عنه!! لماذا نحرم عليهم أن يتصفحوا كتاب الله؟
وكيف من الممكن أن يألفوه -والحال هذه- ويكون قريبا منهم؟

لا أدعو للقبول ببعثرة القرآن أو الاستهتار في التعامل معه، ولكن ذلك الموقف جعلني أتفكر في شعور هذا الطفل الذي تم نهره لأنه يقرأ القرآن في المسجد بعد أن وضعه على موضع السجود بكرسي الصلاة!!

ألن يتسائل عن الخطأ الذي اقترفه؟ مصيبة إن ترجم الطفل أن حمله للقرآن وترديده لآياته كان خطأً استحق عليه النهر علنًا..
كان الأجدر بنا جميعًا أن نثني على قراءته الفصيحة للآيات وعلى حمله السليم للقرآن، لكن الغريب أن بعض النسوة اللاتي انتهين من صلاتهن التفتن للطفل ونهرنه مباشرة من غير أن تنظر واحدة منهن حتى لكيفية حمله للقرآن أصلا!!

أعتقد أنه من الواجب علينا تحديد الأولويات في وضع أسس العلاقة بين الجيل الذي نربيه وبين القرآن باعتباره الدستور الأول في حياة الفرد والأسرة والمجتمع..

هل نريد للقرآن أن يكون الكتاب المقدس الذي لا يجوز حمله إلا بعد الوضوء والتأهب والاستعداد والعدة؟
هل نريد أن يكون الملجأ والمعلم؟

إذن فكلما صار أمام أطفالنا فلنتصفحه.. ربما في البدء رددوا آياته القصار اللاتي يحفظونها ولاحقًا قرأووه ليخلق في أنفسهم حب معرفته.. وجرأة السؤال عن محتواه وفضول النهل من معينه؟!

بعيدًا عن القرآن.. أضع تساؤلًا آخر وأعني به نفسي قبل غيري:

كم عددِ المرات التي نهرنا فيها أطفالنا رغم عدم ارتكابهم لأي خطأ سوى أنهم تصرفوا بطريقة لا نريدها ولا تتوافق مع حالة المثالية المستحيلة التي نطالبهم بها؟

نحن مطالبون حقًا بمراجعة سيل الأوامر والنواهي التي نعنف على أساسها أطفالنا كل حين..

نحتاج لمراجعة (الرسالة) التي نتركها بنفوسهم بعد كل تعنيف وزجر، ولنقيِّم صلاح أو سوء تلك الرسالة ولنصححها رحمة بنا وبالجيل الذي نربيه.

إيمان الحبيشي
23 مارس 2014

الخميس، 27 مارس 2014

كلمتي في الوقفة التضامنية مع معتقل قرية باربار عبدالله حبيب

بسم الله الرحمن الرحيم 
والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته

من المفترض انا نقف هنا اليوم لنعبر عن دعمنا ومساندتنا بل وامتناننا لمعتقل هذه القرية الانسان المظلوم عبدالله محمد حبيب  الذي اعتقل ابان فترة الطوارئ التي راق للسلطة ان تسميها فترة سلامتهم الوطنية لتختزل امن الوطن فيهم،، في بقائهم على سدة الحكم بفسادهم وظلمهم دون ان ينبس الشعب ببنت شفة احتجاجا على ذلك الفساد ..
عبدالله اعتقل من نقطة تفتيش ليتعرض للاحتجاز/للتعذيب/لمحاكمة مسيسة ضمن قضاء اسس ليحمي السلطة ليتحول عبدالله من ضحية لعمليات التمييز والاستهداف الطائفي المقيت الذي تمارسه السلطة علنا وبكل وقاحة منذ ثورة اللؤلؤ وقبلها حتى اليوم ليتحول الى جلاد تهمته الشروع في قتل
قتل من؟ وكيف؟وبماذا؟ولماذا؟ومالدليل؟لا يهم حقا.. حوكم عبدالله لسبع سنوات خُفضت مغازلة للاعلام الخارجي لتصل لخمس سنوات!
أتم المعتقل عبدالله اليوم عامه الثالث خلف القضبان وجديا لا نمتلك له الا الدعاءوالامل اما (العمل) فهي القصة التي أراني ملزمة بالحديث عنها هنا وفي كل مكان تتاح لي فيه فرصة الحديث وان خشيت احيانا ان لا اوفق لاوصل الفكرة لكم كما تعتمل تماما بنفسي ،،الا اني اعتقد انني وانتم مَدينون لهذا المعتقل وللشهداء وللنساء المنتهكات داخل وخارج المعتقلات بل للوطن وللاجيال القادمة مدينون بأن نعرف حقا (مالعمل؟)مالعمل الذي يجب ان نقدمه لنتمكن من تغيير معادلة استهدافنا واستضعافنا وملاحقتنا والتنكيل بنا ،،ترى مالعمل؟! البعض يختزل العمل باالاعمال الميدانية السلمية بالخطب والبيانات الحقوقية بالدعاء والصبر والصلاة وصار البعض ايضا يختزله بايجاد معادلة (للقوة) من قبيل واعدوا لهم ما استطعتم من قوة) ،، واقول واثقة جدا مما اقول انا نمتلك اكثر من الخطب والفعاليات وكذلك اكبر من الملتوفات وتبني عمليات الرشق والحرق واكثر من هاشتاقات الصراخ مع بعض الفعاليات والاعمال او ضدها،،
نمتلك ان نخلق واقعا مختلفا عبر العلم والالتزام بالهوية والعقيدة ومعرفة التاريخ ووضع الاهداف الصحيحة وبعد النظر بتقييم وضعنا ومعرفة جوانب ضعفنا وقوتنا وكذلك جوانب قوة وضعف الخصم ومن ثم العمل الحثيث على تأسيسنا علميا وثقافيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وفي شتى الجوانب مبتعدين كل البعد عن المسميات والانتماءات الحزبية التي صارت تأخذ من جهدنا وقدرتنا مبتعدين عن ظاهر الامور متعمقين للداخل تماما متجلببين بالمرونة والحزم في طرح اشكالاتنا مسلحين بالشجاعة الكافية لنتراجع عن (اللا مجدي) متجهين بقوة لكل ما هو (مجد مؤثر )
لست من دعاة الوحدة انا اؤمن بالاختلاف فالاختلاف سمة انسانية واجتماعية من الخطأ الكارثي محاربتها بل وجب علينا ان نتعلم كيف نتعامل معها ونتقدم من خلالها ،،

نحن ندين بكل ذلك للمعتقل عبدالله بل ل٤٠٠٠ الاف معتقل ولمئات المطاردين والجرحى والمهجرين 
ولاكثر من ١٥٠ رجل وامرأة وطفل سفكت دمائهم دون وجه حق 
ندين بذلك للاجيال القادمة التي نريد لها ان تعيش في مجتمع قوي تخشى السلطة اي سلطة استهدافه وتحسب الف حساب قبل ان تفكر في خدش كرامته 

ختاما ادعوا الله ان يمنحنا الصبر والقوة والسداد لنكون كما يريدنا مؤمنون اقوياء رحماء لا نشكو ضعفا 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

الخميس ٢٧/٣/٢٠١٤

الثلاثاء، 25 مارس 2014

مقالي عبر الوسط// العاطلون الجامعيون ضحايا التهميش من قبل وزارتي العمل والتربية




طالعتنا صحيفة «الوسط» في عددها الصادر يوم الثلثاء (18 مارس/ آذار 2014) بتصريحين لكل من وزير التربية ووزير العمل يتناولان موضوع العاطلين وبالتحديد الجامعيون منهم، أولاً، لكوني عاطلة جامعية فإنني أمرّ على تصريح وزير العمل باستغراب شديد؛ لأنه يتناول فقط موضوع قائمة 1912 عاطلاً جامعياً، والتي عمرها يناهز الخمس سنوات منذ أن تم اعتمادها والعمل على توظيف الأسماء التي وردت فيها منذ خمس سنوات ومازال بينهم من هو عاطل عن العمل حتى الآن بشهادة وزير العمل؟! خمس سنوات، ومازال المشمولون بهذه القائمة يخضعون للتدريب والتأهيل؟!
وللعلم فإن بعضاً ممن وظف من هذه القائمة وهو خريجون جامعيون قد ناله الفصل من العمل إبان حملة الفصل الشعواء التي استشرت في وزارات الدولة وبعض الشركات الكبرى في العام 2011 وقد أعيدوا مع مجموعة العائدين، ومازالوا يعانون من المشكلات ذاتها التي كانوا يعلنون عنها منذ بداية توظيفهم، فلا أمان وظيفياً ضمن عقود عمل مؤقتة ولا رواتب مجدية فكثير منهم تتكفل وزارة العمل بتصريف رواتبهم التي تقل عن الراتب الذي اعتمدته الوزارة ذاتها للخريج الجامعي وهو 400 دينار بحريني، أضف لذلك المعاملة السيئة التي عبر عنها كثير من الموظفين ضمن هذه القائمة مادياً ومعنوياً وصلت في أحيان كثيرة لعدم توفير طاولة وكرسي ليجلس عليها الموظف لممارسة عمله!
فبم تتشدق وزارة العمل؟! وعن أي إنجاز تتحدث؟! وماذا عن عشرات بل مئات الخريجين الجامعيين الذي وفدوا لعالم البطالة ما بعد اعتماد قائمة الـ 1912 عاطلاً جامعياً؟!
دعونا من قائمة الـ 1912 ولنردف إلى تصريح وزير التربية؛ التصريح الذي لطالما سمعناه كلما تسربت للملأ أنباء مؤكدة عن توظيف أجانب كمعلمين في تخصصات يتكدس فيها بحرينيون مؤهلون لا يجدون وظيفتهم التي عملوا وجدوا واجتهدوا ليمارسوها؟!
مثل هذا التصريح سمعناه في العام 2010 وأثق أن هناك من سمعه قبل هذا التاريخ كما نسمعه اليوم بعد هذا التاريخ فمنذ أسابيع قليلة جداً اعتصم جمع من خريجي التربية الرياضية مطالبين بتوظيفهم بعد أن تسربت الأخبار عن توظيف مجموعة من معلمي التربية الرياضية العرب بينما مازال عشرات من البحرينيين من حملة بكالوريوس التربية الرياضية من دون عمل يناسب مؤهلهم وكفاءتهم وعلى هذا الوضع قس.
تصريحات المسئولين بوزارة التربية لم تتغير في السنوات القليلة الماضية فأسباب عدم توظيف بحرينيين يحملون شهادات تخصصية يتم سد نقصها من العرب لا تخرج عن: عدم توافر العنصر البحريني المؤهل... على رغم تكدس الخريجين الجامعيين من مختلف التخصصات، وعدم وجود موازنة كافية لتوظيف الجامعيين وفق حاجة الوزارة... لكن الموازنة ذاتها تكفي لاستجلاب مئات من المعلمين العرب وتأمين رواتبهم وبدل قبولهم للعمل خارج بلدانهم.
وفي الفترة الأخيرة تداركت وزارة التربية فضيحة توظيف مجموعة من معلمي التربية الرياضية بعد الزوبعة التي أحدثتها هذه الخطوة بالادعاء أنهم خبراء مناهج، في حين أن المدارس استقبلتهم لتوظيفهم كمعلمي تربية رياضية كما وصفت ذلك الرسالة التي بُعثوا بها لمدارسهم التي تقرر إيفادهم للعمل فيها.
حقيقة، ما عادت مثل هذه التصريحات مقبولة بل إنها لم تقبل يوماً لأن بين التصريح والواقع حقائق لا يمكن أن تسدها مجموعة ادعاءات أنصعها أن وزارات الدولة تمارس تمييزاً صارخاً ضد مواطنين وتفضل توظيف عرب بدلاً من أبناء الوطن على رغم تكلفتهم المادية وربما الثقافية والتعليمية الأكثر كلفة إنفاذاً لسياسة تهميش المواطنين التي لا ندري حتى متى ستسمر.
وكيف ستصمد أمام الصعوبات التي تواجهها العملية التعليمية وأمام غضب المواطن البحريني الذي يسلب حقه في العمل أمام مرأى عينيه.

بين الحاصل والمراد .. اضغاث أحلام

تعلَّم ان تعيش الحياة تماما كما هي ..
اياكَ ان ترغب بما لا تملك .. او تسعَ لما لا يمكنك امتلاكه ..
اياك ثم اياك ان ترفع بصرك لاتجاه لا يمكنك الانعطاف له .. بعض الاحلام ايها السادة ليست سوى (فخ) لاصطياد جهدك ووقتك وجمال روحك .. اما بعض الاحلام التي نلهث ورائها فليست سوى (سراب) يظنها الظمآن ماء.. وقد يستغرقه وقتا طويلا وجهدا مكثفا حتى يكتشف (انها خياله المثكل بالأمنيات) ... ليتحسر على وقت مضى وجهد بذل وروح ذوت بلا حصاد.. لا ادري اصلا لمَ نتكبد عناء الحلم والتمني!
لماذا نسمح للحياة الواقعية ان تغرز بعمق آمالنا (المجنونة)سكاكين(المعقول)و(المقبول)و(الممكن)!
لم لا نطوي الحياة بين ممرات (الحاصل) بعيدا عن طرق (المراد)! 

السبت، 22 مارس 2014

هوس الجن والمس.. ثقافة مزرية

(هوس الجن والمس.. ثقافة مزرية)
مقالي المنشور على مدونة لقاء وارتقاء


يطرقون أبواب العرافين ومن يدعي أنه اكتسب من العلم علمًا يجعله يطلع على خفايا الأمور وأسرار النفوس فيكشف عمن حسد صاحبه ومن حاك لقريبه أمرًا..

سنوات طويلة يقضيها البعض متبخرًا ببخور مقروء عليه ومتدرعًا بحرز خاص وجب عليه أن لا يعرف محتواه..

أموال طائلة أهدرت، وعلاقات أستنزفت، وجهد بذله الباذلون ليفكوا طلسمَ تعسرِ حاجةٍ أرادوها أو علاقةً فشلوا فيها، أو مصدر رزق تعسر عليهم فتحه.. أو ذريةً حرموا منها..

لست بصدد الدخول في حقيقة (السحر ومس الجان أو حتى مناقشة إمكانية الحسد) لأني أدرك أن هذا الموضوع بمثابة القلعة الحصينة الملئى بالدهاليز، وأخشى كثيرًا أن نتوه بينما نحاول التفكير معًا في تشخيص مشكلة ما ومن ثم التفكر ربما في حلها..
لذلك دعونا نفكر قليلًا في كم القصص من حولنا والتي كان للسحر والجان حضور فيها..

(١) علاقة زوجية إطلعت عليها عن قرب.. بدأت بتجانس جيد، وكعادة العلاقات الجديده كان الزوجان يخوضان مخاضًا للخروج بخارطة طريق حياتهم الزوجية القادمة..
سوء فهم عابر.. زعل خفيف و.. وبدلًا من محاولة رسم تلك الخارطة انشغلت الزوجة بفكرة سيطرت على كل فصول العلاقه (هناك من يريد بنا سوءًا)!!
طرقت أبوابًا ما أنزل الله بها من سلطان..

تواجدت عند أحدهم وفور بداية (القراءة) هزت رجلها وايديها فصرخ الشيخ: (هاااا.. صدناه)!
همس للزوج (زوجتك مصابة بمس، فأحد أقاربها الذي أرادها زوجةً دونك وضع ما وضع لها في الشراب)!!

كل التجانس الذي كان واضحًا للعيان في علاقتهما (تقارب في: السن/ الالتزام الديني/ المستوى الإجتماعي والثقافي)، ضُرب بعرض الحائط من قبل تلك الزوجة، فصارت تطرق الأبواب تلو الأبواب، وتستنرف الأموال تلو الأموال، ورغم إنجاب الأطفال، إلا أن وهمًا سكن تلك الزوجة فأنساها زوجها ومنزلها، حتى اذا طرقت باب أحد ليخبرها أنها تتوهم، كانت تعربد: إنه (لا يفقه شيئًا) وإنها لا بد أن تطرق أبواب آخرين.. وفي كل تلك الغمرة فقد الزوج مشاعره تجاهها وأعلن عن استسلامه في مواصلة التجديف بقارب مثقوب ربانه منتش لا يقوى على التفكير.. فوقع الطلاق.

قد أستنزفُ الكثير من الوقت بينما أتلوا على مسامع حضراتكم قصصًا مشابهة، لا تتشابه فيها فصول الحكاية بقدر ماتتشابه فيها هلوسات الوهم واليأس وربما الجهل..

في اعتقادي أنها مشكلة ذات ركنين أو لنقل ثلاثة اركان:

- الركن الأول: (إنسان بأرضية مستعدة جدًا لتلقي بذرة الهوس.. هوس الإبتلااء بالجان والسحر، بل لربما كان هذا الإنسان صاحب البذرة والزرع أصلًا نتيجة عملية تربوية قائمة على علاج الحمى بكسر بيضة! واستدعاء وقوع الطفل (الطبيعي جدًا) الذي للتو يخطو أولى خطواته للبخور وحرق الاسماء!)

- الركن الثاني (إنسان يعيش نشوة القدرة على حل مشكلات الناس، فعن طريق حرز يكتبه يكون له الفضل في علاج مشكلة زوجين وحماية كيان أسرة أو -وأستغفر الله مما أقول - يكون له الفضل في أن ترزق أسرة ما بالذرية، وربما إمتزجت تلك النشوة بحب المال والشهرة إلا من رحم ربي..

وربما كان ركنهم الثالث مجتمعنا الذي لا زال ينتفض خوفًا من الجن والمس والسحر فيتورع حتى عن مناقشة الأمر لئلا يبتلى به، هذا من جهة، ومن جهة اخرى لاحتفاءه بمن ادعى العلم بعالم مجهول غامض طمعًا في أن يخرج أحدهم من محنته التي لطالما أعيته.

أكرر، لست هنا بصدد مناقشة حقيقة تلك الأمور أو القدرات، لكني أناقش مشكلة (تعامل) البعض معها.

ترى ما حقيقة المرض؟ أو تعسر الرزق؟ أو الحرمان من الذرية؟ أو عدم التوفق للزواج؟  
أليست هي مجموعة ابتلاءات قد يبتلى بها أي إنسان مؤمنًا كان أم فاسقًا؟ كبيرًا كان أم صغيرًا؟
أوليس الأجدر بنا أن نجتهد لنغير واقعنا المعاش الذي لم يعد يرضينا؟!

إذًا، فعلام الركون لزيد وعمرو ليضع يده على رأسنا أو ليبخرنا أو ليقرأ طلاسمه علينا؟!
لست متبحرة في الدين ولا أدعي فيه علمًا، لكني وبفهمي البسيط القاصر أدعي وبكل ثقة أن تصريح الله لنا (فإني قريب أجيب دعوة الداعِ اذا دعاني) هي كلمة فصل في أننا لا نحتاج لعراف ولا مستفتح بكتاب، إنما نحتاج للعمل والرضا والقرب من قاضي الحاجات مفرج الهموم دافع الكربات..
نعم قد نحتاج لمن يرشدنا.. لمن يسمعنا.. لمن يتفهم ما نعانيه، ولكن يجب أن تبقى تلك الحاجة حبيسة حدودها وإلا تحولت لوهم قاتل يلتف حول كل جميل في حياتنا ليغتاله، والسبب أننا نعيش قبحًا في جانب من جوانب الحياة.

بقلم: إيمان الحبيشي

http://ertiqabh.blogspot.com/2014/03/blog-post_4734.html

الأحد، 9 مارس 2014

تعلَّم


ستخذلك الدنيا مرارا ...
 مرة ... تلو أخرى 
فقط .. تعلَّم كيف تتجاهل خذلانها ..
 حاول .. ان تغرس بقلبك (مسمارا) يُثبِّت اركانه بعد كل مرة ..
 علِّم كفك كيف تقبض على قلبك بطريقة صحيحة .. فتعصره حتى آخر قطرة ألم ..
 علِّم قلبك الطريقة الاسلم والاسرع في الاستدارة والاتجاه للامام .. دون الاكتراث بالوجع الذي يتكاثر بعد كل رحلة خذلان .. 
ايها الانسان تعلم فن الابتسامة بينما تُطعنُ بالسهام 

#نفسيات 
الاحد ١٢:١٤ فجرا

الأحد، 2 مارس 2014

طائفية أم تماسك اجتماعي؟!


نقاش دار بيني وبين احد الاخوة حول جدوائية حراك اليوم بعد محاولة منه لجمع افكاره وربط واقع بلدنا الصغير بالعالم الكبير الذي على ما يبدو مقبل على (حرب) لم نخترها ولايريدها كثيرون 
بعفوية شديدة او ربما بوجع شديد طرحت عليه سؤالا كنت آمل لو وجدت اجابته بين طيات عقله وأتوق لأجده بين طيات عقولكم لا حماسكم ولا تلك المصطلحات التي اشبعتنا السلطة من غث معانيها 

سؤالي كان

كيف من الممكن ان يتحول
نضالنا
جهادنا
حراكنا
ثورتنا
من مرحلة "المراوحة" لمرحلة"الانجاز"
جاءني الرد سريعا
بالصمود!

اعتذر جدا ان صارت هذه الكلمة بالذات تترك على صدري شيئا من وجع!

ترى ماذا يعني ان نكون صامدين؟
ان نتقدم لمواجهة دبابه عراة فاتحين صدورنا للرصاص؟
ان نقذف زجاجات الملتوف على كتيبة مرتزقة لتفر هاربه ولتعود بعد حين؟
ان تستمر خطاباتنا ومهرجاناتنا وحملاتنا التغريدية؟
ان كان ذلك صمودا ،،، فلم لا اراه يقترن بصمود من نوع آخر يبتعد عن ردات الفعل ليتحول ل"فعل" ويعوض عملية الاستنزاف المستمرة منذ ثلاث سنوات بشكل مركز وما قبل الثلاث سنوات حتى!

٢٣٠عاما على اقل تقدير منذ غُزيت بلدنا على ايدي العتوب واستقرت بين وقع رماحهم ونزفهم لاهل البلد الاصليين المعروفين بأنهم الثاني اسلاما دون حرب بعد المدينة المنورة والمعروفين ء-ربما اكثر- بتشيعهم 

٢٣٠عاما وواحة العلم والعلماء "أوال" تقطع إربا بسيف الغزاة مُقدِمة آلاف الشهداء والمشردين على مذبح "رفض العبودية" دون ان تتهدم دولة الطغيان التي تزداد قوة كل ما تقدم بها العمر !!

في عقلي وعقل الكثيرين مجموعة افكار ربما تمكن من صياغتها احد ما
ربما تمكن من التعبير عنها احد ما
لكنها لا زالت حبيسة عقول كثيرين يصعقونها بدعاوى باطلة زرعها بعمقنا "عدونا اللدود"

"ان نتحول من الطائفة المستهدفة الى الطائفة المهابه"

وهم!
لا واقعية!
انهزامية!
طائفية!
وربما غرابة!!!


ودعوني اقف على اعتاب دعوى الطائفية مطولا لاني اجدها الاكثر استفزازا واستهانة بانسانيتنا وبعذابات المضحين خاصة وان صدرت منا لنا  

سأضع بين ايديكم تعريفات ثلاثة من تعريفات علم الاجتماع ارجوا قراءتها بتمعن واستذكارها لاحقا 

اولا: العنصرية
أو (التمييز العرقي) (بالإنجليزية: Racism) هو الاعتقاد بأن هناك فروق وعناصر موروثة بطبائع الناس أو قدراتهم وعزوها لانتمائهم لجماعة أو لعرق ما - بغض النظر عن كيفية تعريف مفهوم العرق - وبالتالي تبرير معاملة الأفراد المنتمين لهذه الجماعة بشكل مختلف اجتماعيا وقانونيا...
كما يستخدم المصطلح للإشارة إلى الممارسات التي يتم من خلالها معاملة مجموعة معينة من البشر بشكل مختلف ويتم تبرير هذا التمييز بالمعاملة باللجوء للتعميمات المبنية على الصور النمطية وباللجوء إلى تلفيقات علمية.
أولئك الذين ينفون أن يكون هناك مثل هذه الصفات الموروثة (صفات اجتماعية وثقافية غير شخصية) يعتبرون أي فرق في المعاملة بين الناس على أساس وجود فروق من هذا النوع أنه تمييز عنصري، بعض الذين يقولون بوجود مثل هذه الفروق الموروثة يقولون أيضا بأن هناك جماعات أو أعراق أدنى منزلة من جماعات أو أعراق أخرى وفي حالة المؤسسة العنصرية، أو العنصرية المنهجية، فإن مجموعات معينة قد تحرم حقوقا أو امتيازات، أو تؤثر في المعاملة على حساب أخرى.
بالرغم من أن التمييز العنصري يستند في كثير من الأحوال إلى فروق جسمانية بين المجموعات المختلفة، ولكن قد يتم التمييز عنصريا ضد أي شخص على أسس إثنية أو ثقافية، دون أن يكون لديه صفات جسمانية. كما قد تتخذ العنصرية شكلاً أكثر تعقيداً من خلال العنصرية الخفية التي تظهر بصورة غير واعية لدى الأشخاص الذين يعلنون التزامهم بقيم التسامح والمساواة.
وبحسب إعلان الأمم المتحدة، فإنه لا فرق بين التمييز العنصري والتمييز الإثني أو العرقي.**


ثانيا: الضمير الجمعي
الضمير الجمعي او الوعي الجماعي هو مصطلح في علم النفس ابتكر من قبل عالم الاجتماع الفرنسي إميل دوركايم (1858-1917) ليشير إلى المعتقدات والمواقف الأخلاقية المشتركة والتي تعمل كقوة للتوحيد داخل المجتمع.
وقد تم تعريف الأنواع الأخرى والتي من الممكن تسميتها بـ "الضمير الجمعي" في المجتمعات الحديثة من قبل علماء الاجتماع كـ ماري كيلسي والتي بدأت بمواقف التضامن الاجتماعي والميل إلى السلوكيات المتطرفة مثل التفكير الجماعي وسلوك القطيع ،وقد قام بيركيلي محاضر ماري كيلسي في جامعة كاليفورنيا باستخدام المصطلح في بداية الألفية الثانية وذلك لوصف الناس في داخل جماعات اجتماعية على سبيل المثال عندما تصبح الأمهات مدركات لسماتهم وأحوالهم المشتركة وبذلك يعملون كمجتمع واحد ويحققون التضامن الاجتماعي. ويقوم الناس بدلاً من أن يعيشون كأفراد متفرقين بالاجتماع معاً كجماعات ديناميكية لمشاركة المصادر والمعرفة.
وأيضاً تم تطوير المصطلح كطريقة لوصف كيفية اجتماع مجتمع بأكمله لمشاركة قيم متشابهة. ويمكن تسمية ذلك بـ "عقل الخلية". وقد قام مهاريشي ماهش يوغي، مؤسس برنامج التأمل التجاوزي، باستخدام مصطلح "الضمير الاجتماعي" بوصف كيفية تأثير الضمير المشترك المتماسك لمجموعة من الناس على باقي المجتمع.
الذكاء الجمعي (أو ما قد يسميه البعض بالذكاء التكافلي) هو الذكاء الناشئ عن المشاركة لعدد من الأفراد معاً. هذا التعاون يمكن أن يتمثل في العديد من أشكال اتخاذ القرارات بالإجماع في البكتيريا والحيوانات (كما في مملكة النمل)، والبشر وحتى شبكات الحاسوب. هذا التعاون قد يشكل ما يمكن اعتباره كائن فائق (Super-organism) مكون من عدد من الكائنات المستقلة المتعاونة فيما بينها، أو ما يمكن اعتباره بمثابة دماغ عملاق
دراسة الذكاء الجمعي يمكن اعتبارها كمبحث فرعي من علم الاجتماع، الأعمال، علوم الحاسوب، الاتصالات الجماعية أو السلوك الجماعي، حيث تتم مثلاً دراسة مجموعات ببساطة مجموعة من البكتيريا أو بتعقيد مجتمع بشري كامل. ومع ذلك فإن الكثير من الباحثين يركزون عند الحديث عن الذكاء الجمعي على البشر، حيث يتم التعاون والمشاركة في القدرات الذهنية لعدد من البشر لتجاوز الانحراف الإدراكي للفرد ولتحسين الكفاءة الفكرية الكلية. ومن أبرز الأمثلة على ذلك الأحزاب السياسية والنقابات والشركات، حيث تستغل القدرات الذهنية لعدد من الأفراد بشكل جمعي لوضع السياسات وإدارة العمليات والاستجابة لمختلف العوامل **


التماسك الاجتماعي
هو نوع من التماسك الإجتماعي, أي الإرتباط الوثيق بين أفراد الجماعة في أهدافهم القريبة وغاياتهم البعيدة فهو وسيلة ليشيع إحساس مشترك لدى جميع الأفراد بالميل للبقاء و الإستمرار في مسيرة واحدة مع تعظيم الشعور بالإنتماء للجماعة.
لتماسك الجماعة مجموعة من العوامل منها التهديدات الخارجية والتي تزيد من قوة تماسك الجماعة **

لو جردنا واقعنا المعاش من كل تعقيداته وقابلناه بنقيضاه اللذين اثبتا على مر كل تلك السنين استحالت تمازجهما وتعايشهما لاسباب -لست بوارد الاشارة لها حاليا- لوجدنا ان مجتمعنا وبكل بساطة يحوي جماعتين تختلفان تماما وتتصارعان دوما 
ولنسقط معا تعريف العنصرية اولا على تلك الجماعتان 
اذ سنجد ان هناك جماعة تمارس العنصرية بصورتها التي اسلفتها آنفا والتي اشار لها التعريف بوضوح  بان هناك نوع من العنصرية اسماها "العنصرية المنهجية" في حال المؤسسة العنصرية التي تحرم جماعة ما من حقوقها او من الامتيازات
وفي حالتنا فلا اتصور اني بحاجة لسوق امثلة على العنصرية التي امعنت في ممارستها السلطة "قبيلة آل خليفة بأجهزتها واداراتها وعلى مر السنين" ضد الجماعة المقابلة لها من سكان الارض وهم الشيعة الذين سلبتهم ارضهم فيما مضى ثم فرضت وجودها السياسي عليهم بطريقة واخرى 
عنصرية كانت ولا زالت أحادية الجانب تتجه من القبيلة لأهل الارض وصلت لتكون عنصرية رسمية تمارسها السلطة ضد المواطنين الشيعة 

لكل جماعة منهما "قبيلة آل خليفة"و"جماعة اهل الارض الشيعة" عقلا او وعيا او ضميرا جمعيا افرزته طبيعتهما الاجتماعية 
يجمع الاولى العرق والاهداف والمصالح كما تحكمهم قيمهم القبلية التي لا زالت حاضرة في ممارسات دولتهم الحديثة "عصبية قبلية" بأدوات عصرية مقابل الجماعة الاخرى الذين يجمعهم انتماءهم الجغرافي والتاريخي والقيمي والديني وغيرهم والتي لا بد ان تجمعهم الاهداف المشتركة اولها "دفع التهديدات الخارجية"المتمثلة بالعنصرية والاقصاء والظلم الخليفي ضدهم 

وبينما باعتقادي الشخصي لا احتاج للاشارة لصورة التماسك الاجتماعي عند الجماعة الاولى والذي يفرضه حتما الكم الهائل من المصالح التي تجمع بينهم وخصوصا انهم المالكين للسلطة والنفوذ فهي تعيش تماسكا اجتماعيا لا اعرف الى اي حد تعيشه اليوم الجماعة المقابلة لتدافع عن وجودها وكيانها وحقها الاصيل على ارض ماعرفت غيرها ولا زالت تتمسك بها!

حين نطالب او نحلم بأن نتحول من الطائفة المستهدفة للطائفة المهابه فنحن نشعر بحاجتنا الطبيعية للتماسك الاجتماعي من منطلق العقل الجمعي ضد عنصرية تمارس ضدنا على مدى مئات السنين 
اننا لا نسع لاكثر من ان نكون بشرا طبيعيين يتصرفون وفق القواعد الانسانية!

فكيف نتهم بالطائفية اذا!!!!

مقابل نفوذ وسلطة ومجتمع اقليمي وجيوش ومرتزقة وسلاح وسياسات طويلة عريضة عملت وتعمل وستظل تستميت لاقصاءنا وابعادنا وتهميشنا وتذويبنا ،،، أليس واجب علينا وحق لنا ان نتمترس حول انفسنا مع بعضنا لنرتقي بقوتنا فندفع اولا تلك الضربات والمحاولات  ثم ثانيا لنكون مجتمعا انسانيا كريما قابلا للحياة والتطور؟!!

ختاما يقال ان العالم لا يحترم الا الاقوياء ونحن تلاميذ محمد وآل محمد لا نعتبر ان القوة بحد السيف بل بكيان اجتماعي متماسك مكتف زاخر بالعلم والمعرفة والقيم الالهيه نواجه به اعداء الله والانسانية وننتزع به مكانا لنا بين وحوش الارض الذين يقتاتون على جهل ودماء الضعفاء اذ يأبى الله ورسوله والمؤمنون ان نكون مجرد مستضعفين مظلومين وقد وهبنا الله ما وهبنا لنكون الاقوياء بالحق من اجل الحق.

** التعريفات منقولة من موسوعة ويكيبيديا 
المقال نشرته عبر مدونة ارتقاء

ثورة

بين طرقات ال(ثورة) .. 
احلام مخبأة تحت عتبات الابواب ..
على قارعة الطرقات ..
لا يمكننا ان نتحدث عنها
فقد صارت امام بحرٍ لجيٍ من اوجاعنا
ترفا!


الفستان الابيض الذي تحلم به كل نساء الكون ..
بات في بلدي فزاعة اسمها(كفن)!
اللعبة التي يحلم بها كل اطفال الكون..
تحولت فيه ل(قيد)!!

في عُرف الطفولة
اللعبة الاكثر امتاعا هي (العروس والعروسة)
الا في بلدي
فاللعبة الاكثر رواجا هي(شباب وشغب)!


حُفر على شفاهنا في اعوامنا العشرين .. تقوسات بسمة الامل
وطرقنا اعوامنا الثلاثين بتقوسات ظهرنا
وشيب شعرنا
وثقل قيدنا!

نحن الشباب بناة الحاضر ..
امل المستقبل ..
بلا حاضر بلا امل ... أُودعنا المعتقل !!


 حين تكون بعمق وطنك ..
لا تملك وطنا ..
تكون كما نحن (ابناء أوال ).. 
الغرباء في وطنهم 


#نفسيات

السبت، 1 مارس 2014

علاج .. و ليس مجرد أبغض الحلال


بينما كانت عيناي تلاحق عناوين الكتب على رف احدى المكتبات باحثة عن موضوع معين ببيان مبسط لفت نظري كتاب حول الطلاق .. (متى ولم الطلاق) ان لم تخني الذاكرة.
بطبيعة الحال اثار ذلك الكتاب فضولي .. أتراه كتيب يدلك على الحالات الصحيحة للطلاق مثلا ..
فتحت صفحاته
جلت سريعا على عناوينها الداخلية وشئ من تفصيله
معنى (الخلع)
الطلاق البائن
أحكام الطلاق
وووو
لوهله ظننت أني قد أقف على كتاب فريد من نوعه يصف حاجة المجتمع ليفهم
معنى الزواج
ثم معنى الطلاق
ومتى تكون هناك حاجة حقيقية للسير في طريقه
لم يتجاوز الكتاب (وان كنت قد تصفحته على عجالة) الأحاديث المعتادة عن محظور غامض
عار
وصمة
أسمها الطلاق
منذ فترة قصيرة ذكرت إحصائية رسمية أن عدد حالات الطلاق في البحرين تجاوز ال٨٠٠ حالة في ستة أشهر من أصل ثلاثة آلاف زيجة (١) وهو عدد يدق جرس الإنذار قطعا في مجتمع محدود العدد كمجتعنا ..
السؤال:
هل نحن بحاجة لمعرفة أحكام الطلاق؟ الخلع؟ النفقة؟ العدة؟
قطعا
لكن هل حاجتنا لمعرفة الطلاق تقف عند أحكامه؟
سؤال انقدح بذهني بمجرد أن وقع نظري على الكتاب الذي أحدثكم عنه
بعيدا عن هذا الكتاب أو ذاك ،،،
ترى هل توجد حالات تستدعي الطلاق؟
متى يتقبل المجتمع واقع الطلاق؟
وهل بيننا من يجد أن الطلاق (حاجة) وإن أحيانا؟ (علاج) من نوع (الكي) مثلا!
لأي حد نعي حاجة بعض الأسر للطلاق؟
كيف من الممكن استئناف حياة ما بعد الطلاق؟
هل يجب على المجتمع احتضان المطلقين أم يصفهم بصفات وأحكام اعتدناها ولم نعد النظر فيها يوما ..؟
نحتاج أحيانا لتقبل بعض الحلول المرة لنقف عند مرارة العلاج دون أن يتسبب بمضاعفات
أخلاقية
أسرية
اجتماعية أخرى 
هل من الممكن أن نتجاوز أفرادا أو جماعات حالة ( إن الطلاق أبغض الحلال)!
دائما يكون السؤال لم الطلاق؟ وأننا بحاجة لمعرفة أسبابه؟ وهو سؤال بلا شك غاية في الأهمية
لكن من منا تساءل عن (كيفية تحقيق طلاق ناجح)؟
أو معالجة مضاعفات علاج ك(الطلاق)؟
أو ما هي أسلم الطرق لحقن بعض الأسر بهذا اللقاح؟
الكثير من الأسر المتعثرة اليوم تعيش حالة طلاق عاطفي بين قطبيها (الزوج والزوجة أي الأم والأب) وهي نتيجة طبيعية لمجتمع لا زال يعالج حاجة البعض للطلاق على طريقة (ما في أحد كامل ) .. (الصبر زين بكرة يتغير الحال) .. (الوحدة ماليها إلا بيتها) .. (هذا نصيبك الي كتبه لك رب العالمين) ...
أما الصبر على البلاء فحسن جميل .. وأما الجزاء عند الله فدوما عظيم
لكننا أحيانا نتحدث عن حاجات طبيعية أوقفتها زيجة .. أو حاجات طبيعية وأدتها زيجة .. وقد تسلك تلك الحاجات ببعض الأنفس مسلكا خطيرا لا تعود تبعاته على الفرد وأسرته فحسب بل تتجاوزها لعموم المجتمع.
التعاطي السلبي من المجتمع تجاه حاجة الطلاق ولَّد مشاكل مختبئة نهمس عنها في الغرف المغلقة ثم حين تُفَتَّح الأبواب نصرخ بأعلى أصواتنا عن الحلال المبغوض الذي يجب أن تصبر أو يصبر عنه شخص ما !!!
ليعود بعضكم لحالات الخيانات الزوجية على سبيل المثال سيجد العجب العجاب .. كقصة ذكرها الشيخ حسن العالي بمحرم ٢٠١٢ عن امرأة اختارت الخيانة لزوج أهملها وأسرة رفضت تماما فكرة تطليقها من زوجها ... هل يبرر إهماله أو حاجتها للطلاق منه خيانتها؟ بلا شك لا لكنه باب وجب سده أو حله وما دام تعسر الحل فالبتر أسلم .. هذه ليست دعوة تلقى على عواهنها إنها همسة لاكتشاف ما أوصدنا الأبواب عنه وحل ما لم يُحل على مدى عقود مضت.
أععرف أن الطلاق صعب عسير ،، بل أنا التي تعرف ذلك حق المعرفة ..
لكننا بمجتمع يُصَعب بعض الحلول المباحة ليفتح أبواب جهنم على مصراعيها لكن .. خلف الابواب المغلقة
تحت أساسات بعض الأسر مراجل تُحَمّي الكثير من المصائب نغض عنها طرفنا إما اختيارا او مكابرة أو جبنا!
دعوة لكل والد ووالدة يهمس لهم أبنائهم بالحاجة للطلاق
لا تفزعوا أو تجزعوا ... لا تدعوا بالويل والثبور
فقط تأملوا حديث أبنائكم
قيموا المشكلة ومدى جديتها أو خطورتها
تحدثوا معهم عنهم ،، عما يشعرون ،، اغمروهم بالدعم والمساندة ..
افتحوا أفق التفكير لهم ،، وانسوا معهم ومن أجل (ماذا سيقول الناس؟!) ،، فإن حُلت مشكلتهم فنعما هي وإلا فالمرارة التي ستتجرعونها معهم تحت سياط الطلاق في بداية المشكلة أفضل من تعقدها ثم وصولها ضمن حلقتها المفرغه لما جزعتم منه أولا ..
إيمان الحبيشي
22 فبراير 2014

قف.. فكر.. قرر بوعي

  نسمع كثيرا عن مفردة (الوعي) ونُدعى كثيرا لأن نكون (واعين) بل وحتى في أحاديثنا المعتادة نطالب أن يكون الآخر مالكا-لوعايته الكاملة (تعبير دا...