ابحث في مدونتي

الاثنين، 27 يوليو 2020

الحجاب هوية






كل الإيمان محارب، كل الهويات يراد لها أن تسقط. لكن، حتما لا تهتم قوة عاقلة وإن كانت ظالمة بإسقاط مسمى الحضارة أو ديانة ما، فما الضير في أن يكون فلانٌ مسلما أو مسيحيا مادام يؤمن بالقوى العظمى ويصفق لسياساتها ويهاجم هويته وعقيدته ووطنه؟! بل لعل العين تلمع لأمثالهم.

أنا من اللواتي آمنَّ أن الإيمان كله محارب وإن كان إيمانا غير إسلامي، كل إيمان يرفض الإباحية والشذوذ والاتجار بالبشر والحروب والقتل واحتكار الغني وإفقار الفقير والتوجه لله وحماية عباده، هو إيمان محارب. لذلك نجد أن دولا إسلامية كبرى يدها بيد أمريكا والصهاينة لا تتعرض لحرب ولا حتى مؤاخذة تحت مسميات الحقوق والحريات التي حاصروا بها دولا أخرى وهاجموها إسلامية وغير إسلامية رفضت عولمتهم وقيمهم الاستهلاكية وكياناتهم اللقيطة وأصالة الفرد التي روجوا ويروجون لها لا من أجل سواد عيون الإنسان وحقه طبعا. 

 

الحجاب هوية لمن تريد أن يكون الاسلام الحقيقي سلوكها مؤمنة به، لذلك أرى أن في هذه الجملة اتجاهين لا بد من الأخذ بهما؛ 

أحدهما موجه من المؤمنة التي تعد الحجاب هوية لها إلى الخارج، والآخر موجه من المجتمع إلى تلك المؤمنة.

 

فحين تتحدث امرأة عن إيمانها بالحجاب كهوية لها، فذلك يعني أنها تتعهد أن تُصدِّر للمجتمع كلما يتعلق بهذه الهوية، فتلتزم العفة والصدق والطهارة والسماحة وحسن الخلق وتترك الزنا والكذب والخضوع في القول والظلم؛ وليس ذلك بالأمر الهين. (منها للمجتمع).

حين تتحدث امرأة عن إيمانها بالحجاب كهوية، فهي تعلن للمجتمع أنها من هذه العقيدة وهذه الديانة، وتضع حدًّا واضحا وصريحا في تعاملها مع الآخر وتعامل الآخر معها - ارجوا متابعة الفيديو في البوست- (من المجتمع لها)

.

المشكلة الحقيقية التي نعيشها هي أن كثيرات لا يرَين أن الحجاب هوية لهنّ، فهنّ بينما يضعن على رؤوسهن قطعة مِن قماش يهاجمن المحجبات ويتصيدنَ بعض أخطائهن دون أن يملكن جرأة الاعتراف بأنهنّ يعشن محنة في تحقيق الاتجاهين المذكورين أعلاه معا؛

 

فلا هنّ يردنَ أن يصدّرن السلوك الإسلامي فتحسب عليهن عفتهن من عدمها، وصدقهن من كذبهن، وخلقهن من سوئه، ويمتنعن راضين مقتنعين عن اقتحام مجالات يردن أن يقتحمنها لا تلائم كونهن من أصحاب هذه الهوية،

ولا هن يُردن أن يحسبن على خلق الحجاب فيتعفف الرجل عند الحديث عنهن ويغض طرفه حين يتعامل معهن، ويمتنع أصحاب الانفلات عن توظيفهن واستخدامهن!

.

لذلك فالدنيا اليوم مليئة براقصات ومغنيات ورياضيات وأحيانا مثليات يتزوجن من أمثالهن وهن يرتدين قماشة على رأسهن؛ بل ويُصمِخْنَ أسماعنا بتمسكهنّ بها.

الحجاب هوية
يعني أن الحجاب مسؤولية
وكثيرات وكثيرون لا يريدون تلك المسؤولية

الحجاب هوية وهناك من يحيا مع الحجاب أزمة هوية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قف.. فكر.. قرر بوعي

  نسمع كثيرا عن مفردة (الوعي) ونُدعى كثيرا لأن نكون (واعين) بل وحتى في أحاديثنا المعتادة نطالب أن يكون الآخر مالكا-لوعايته الكاملة (تعبير دا...