ابحث في مدونتي

الخميس، 1 أغسطس 2019

سنمارس حقنا في الرفض



"لكل فعل ردة فعل"

تلك أبسط قاعدة فيزيائية تم جرها للحياة الاجتماعية، قاعدة محسوسة أحيانا، قد يوغل فيها الإنسان حتى يتحول من مجرد متأثر لمتوحش يبيد كل شئ، أو يهذب نفسه لتكون ردة فعله مجرد وجع يقبع في قلبه محاولا السيطرة عليه. لا يختلف الأمر كثيرا حين يكون ردة فعل على خير أو احسان فهو اما يذوب امتنانا أو يطبق بيت الشاعر "ان انت اكرمت اللئيم تمردا" وما بينهما الكثير. 


تلك في ردات الفعل البشرية التي تقع في دائرة الشخص ذاته، لكننا لسنا مجرد كائنات فيزيائية ولسنا عبارة عن كائنات بلا مشاعر وبلا عقل وبلا مسؤولية، لذلك فردات الفعل التي تُصنَع في داخلنا لا تكون -دائما- ردة فعل شخصية، وان كانت القضية المُتأثَرُ بها قد مست جنبة شخصية صغيرة أو كبيرة.

فنحن نتعاطف مع الآخر
نغضب من أنانية الآخر
نثور لكرامة آخر
ندافع عن حق العقيدة
عن مصلحة اجتماعية عامة
ننتصر لمستضعف
نغضب من ظالم
نشمئز من العنصرية
وأيضا.. نرفض المساس بمشاعر المجتمع وحدوده وباعتقادات دينية اجتماعية اخلاقية يؤمن بها مجتمع ما لذلك;

نحترم بقرة الهندوسي في مجتمعه وان كنا نأكل بقر قريتنا.. مثلا!

منذ سنوات تنشط مجموعات وتقوم بفعاليات، تستهدف شريحة واسعة من المجتمع وتحاول ان تجمعهم تحت بند هدف في غاية الرقي، قد تكون مجموعات المعطلين عن العمل اولئك الذين يبحثون عن حقهم في الوظيفة، أو مجموعات توعية تستهدف نشر ثقافة عقائدة أو صحية أو اجتماعية، او تحاول نشر سلوك مهم ما ك"القراءة" مثلا، ومهما كان الهدف نبيلا لا بد ان تكون وسائله نبيلة ايضا، اذ لا يعقل مثلا وبهدف الترفيه عن الأطفال أن أُلقي بين ايديهم ألعاب ألكترونية دموية ولذلك فقد حُظرت بعض الالعاب الإلكترونية السيئة الاثر في بعض الدول التي تهتم بالنشئ.

وتبقى مسؤولية القبول والترشيد والرفض لكل ما يظهر في المجتمع، مسؤولية كل فرد يؤمن انه لا يعيش بمفرده وان هناك مسؤوليات عقائدية واجتماعية واخلاقية وانطلاقا من هذه المسؤولية ومن هذا الحق اضع بين أيديكم هذا الموضوع. 

من الجميل ان تنتشر مجموعات القراء بهدف نشر ثقافة القراءة ولا بأس ان تحمل هذه المجموعات مبدأ "اقرأ عن كل شئ" ومن الجميل ان تُفتتَح مجموعات نقاشية لمناقشة مختلف الموضوعات والكتب التي تُقرأ لكن عفوا، من قال ان الرذيلة موضوع ثقافي من حق فرد او اثنين ان يجبروا الآخرين على تحمل ما يُتقيَح عنه تحت اعتبار ان ذلك نقاشا ثقافيا؟!!

من قال أن في نشر ثقافة الانحراف عن العقيدة تحت حجة مناقشة الله وعصمة الائمة واعطاء الملحد حقه في التعبير نشر لثقافة حرية الآخر؟ ماذا عن حرية المؤمن بهم والذي يشعر بهتك حرمة عقيدته كلما استُهزأ بما يؤمن به على اعتبار ان تلك دعوة "للتفكير خارج الصندوق" ماذا عن صناديقكم التي ابتدعتموها؟!

يناقشون حق الشاذ جنسيا في الزواج والارتباط بمثله.. وحقه في الاعلان عن هويته الجنسية!!! - "وش دخلنا في هويته الجنسية اصلا!!" - 

يدافعون عن حق أمثال سليمان رشدي في الاساءة للقرآن الكريم 

يدافعون عن حق الملحد في نشر اشكالياته - ان صدق عليها هذا التعبير- والتصفيق لحريته الزائفة وعلى الجهة الاخرى سيرفضون ردك على تلك الاشكاليات بحجة انك تقمع تفكيره!! 


وسيُوصم كل رافض للممارسة الشاذة بأنه.. مجرد متخلف وغير مطلع على آخر الاكتشافات العلمية حول صحة الانسان الجسدية والنفسية

وسيُستهزأ بكل مؤمن بالله لانه لا يقرأ الا داخل صندوق عقيدته.. ولا ادري كيف قيموا سنوات عمره الطويلة من خلال "قروب وتسب عمره كم شهر"


عموما.. 


كل ما يتقيح قبحا
كل ما يدعي الحرية اللامسؤولية والمطلقة
كل ما يساهم في نشر ثقافة اللاحدود والفوضى على حساب الاحترام لما نؤمن به في هذا المجتمع

يستحق ان يُمارس ضده الرفض علنا
والخروج جهرا
اما نقاشات الغرف المغلقة.. فهي ما يمارسها هو لا نحن

مع كل أسف احتوشونا بادعاءات الحريات والحقوق حتى صار البعض لا يجرأ على الرفض خوفا من قذفه بالاستبداد

لكنا.. سنمارس حقنا في الرفض
لذلك.. 

سأقوم بعمل انفولو
خروج من المجموعات التي تعود لهم
وسأشعرهم برفضي لاحتساب ما اقرأه ضمن تحديهم
وسأتوقف عن حضور فعالياتهم

انا مؤمنة بالردع الاجتماعي في حدوده العامة.. وامارسه ايمانا وحقا ومسؤولية وهي دعوة للجميع ان لا يخشى ممارسة حقه في الرفض.






هناك 3 تعليقات:

قف.. فكر.. قرر بوعي

  نسمع كثيرا عن مفردة (الوعي) ونُدعى كثيرا لأن نكون (واعين) بل وحتى في أحاديثنا المعتادة نطالب أن يكون الآخر مالكا-لوعايته الكاملة (تعبير دا...