ابحث في مدونتي

السبت، 24 يناير 2015

قصتي : حب في ن السياسة (15)


 

  

صحت شريفة على خبر اعتقال خالها وابنته، فأسرعت لمنزلهما لاستطلاع الأمر، كانت زوجة خالها قد عادت للتو من السؤال عنهما خالية الوفاض، كل ما قيل لها أنهما يخضعان لتحقيق روتيني! تحقيق روتيني استدعى أن يداهم المنزل فجرا!

هدأت شريفة من روع زوجة خالها، لكنها كانت في غاية القلق، ماذا يعني أن تعتقل زهراء فجرا وتساق لغرف التحقيق منذ البارحة لليوم؟! وكيف تبقى صامتة هنا لا تدري عنهما شيئا؟ كان ارهاق زوجة خالها يقطع قلبها، كم خشيت عليها من مصير يشبه مصير والدتها، فكيف لأم أن تحتمل اعتقال ابنتها ذات العشرين ربيعا من قبل رجال! وكيف تتصرف وزوجها ووالد بناتها خلف قضبان كما ابنته؟!

هذه المرة قررت شريفة أن لا تبقى مكتوفة اليدين، بسرعة توجهت لمنزلها ونادت والدتها:

- ماما اخوك وهذه المرة ابنته اعتقلا فجرا

- انا لله وانا اليه راجعون، ماذا حصل لأخي لم يعد يفكر حتى في بناته!

- خالي؟؟ أماه ليس هو من قتل واعتقل وهجر وأصاب وظَلَم! ما لكِ كيف تحكمين؟!!!

- هو يدرك أن ما يفعله يؤدي به للسجن

- كذلك كان الامام الحسين عليه السلام يعرف أن ذهابه لكربلاء يودي به للشهادة!

 

لحظات صمتٍ قاسية مرت على الام وابنتها، يوم بعد يوم تدرك هذه الأم أن الفجوة بينهما تتسع، أحيانا تشعر أنها يجب أن تتوقف عن الكلام حين تخاطبها ابنتها، حتى لا تتسبب بنفورها أكثر، استدركت الأم وقالت:

- حسنا لماذا جئتِ لي بهذه الاخبار؟ هل تعتقدين أني أملك لهما شيئا؟

- كنت آمل أن تسألي ابنك لعله يعرف ما الذي يحصل مع زهراء على الأقل، لكن لا عليك ماما لقد غيرت رأيي فربما يستاء خالي ان عرف اني طلبت منك شيئا لهم

امسكت الأم يد ابنتها:

- سوف أسأله .. أنا لم أكن ادرك ما ترمين اليه بإعلامي بهذا الخبر

- صدقا أمي لا تتكبدي العناء، سأتصرف

 

خرجت من منزلها هذه المرة عازمة، توجهت للمكان الذي تتوقع ان زهراء محتجزة فيه، اقتربت من البوابة فأوقفها أحدهم:

- خير الشيخة؟

- أنا اخت فهد ... جئت للسؤال عن شيء مهم

- تفضلي سيدتي

اجتازت البوابة وتوجهت للداخل، بمجرد أن دخلت للمكان استقبلها آخر:

- تفضلي سيدتي نحن تحت أمرك

- شكرا أود فقط السؤال عن السيدة زهراء علي، لقد اعتقلت من منزلها فجر اليوم؟

صمت قليلا مبديا استغرابه، ثم أجابها:

- احتاج للمراجعة حتى أتمكن من إجابة سؤالك

- جيد .. هل يمكن أن تراجع الامر رجاءً؟

- رغم أن الأمر صعب لكن السيد فهد يستحق أن نخدمه

- بانتظارك

 

بقيت شريفة في غرفة الانتظار وهي متوترة، لا تعرف ان كان شقيقها يتردد على هذا المكان أم لا، لكنها خشيت كثيرا أن يدخل عليها، أو أن يخبره أحد بتواجدها، لكنها في ذات الوقت كانت تحدث نفسها "السؤال عن ابنة خالي ليس جريمة ولن أخرج الا بخبر واضح عنها" عاد لها الرجل بعد مدة ليست بالقصيرة:

- لقد أجريت بعض الاتصالات، وليس من المصرح أن اخبرك بذلك، لكن يعد التحقيق معها اجراء روتيني

- اجراء روتيني؟ أو ليس لهذا الاجراء من سبب؟

- بالطبع هناك سبب، انها زوجة سجين هارب

لم تستوعب شريفة كلمة الرجل "سجين هارب!!!" لكنها سألته:

- حتى متى؟

- لا بد أن يستوفي التحقيق كل جوانبه، لا اعرف حتى متى

 

 
خرجت شريفة من المكان مذهولة، وأسرعت تفتش عن أخبار حسن، فتحت وسائل التواصل الاجتماعي لكنها لم تعثر على أي خبر، بدأ القلق يتجه نحو حسن " هل يعقل أنه هرب فعلا؟ أم أن هناك أمر يريدون مداراته؟ هل علمت زهراء بذلك؟ هل حقا يجري التحقيق معها عنه؟ ماذا عن خالي؟ كيف أتصرف؟" تذكرت فضل! كان يمكن أن تلجأ اليه الآن، ربما يستطيع أن يوجهها كيف تتصرف، وكيف تطمئن على حسن!

ازدحم عقل شريفة بالأسئلة، هل تخبر زوجة خالها بما عرفته؟ هل ستتحمل القلق على زهراء ووالدها وزوجها أيضا؟!! خارت قواها وبدأت تشعر بالضياع والوحدة، الوحدة القاسية التي تشعرك أنك جسد دون رجلين تنتقل بهما! دون كفين تستعين بهما! ظل اسم فضل يتردد في عقلها وروحها، لوهلة شعرت شريفة أنها بلا عائلة، بلا صديقات، ليس لها سوى الله، وضعت مصلاها تشكو له وحدتها وقلة حيلتها، تذكرت دعاءً سمعته بصوت فضل في احدى الامسيات الدعائية، وصارت تسمعه:

(يا مَنْ اِذا سَأَلَهُ عَبْدٌ اَعْطاهُ، وَاِذا اَمَّلَ ما عِنْدَهُ بَلَّغَهُ مُناهُ، وَاِذا اَقْبَلَ عَلَيْهِ قَرَّبَهُ وَاَدْناهُ، وَاِذا جاهَرَهُ بِالْعِصْيانِ سَتَرَ عَلى ذَنْبِهِ وَغَطّاهُ، وَاِذا تَوَكَّلَ عَلَيْهِ اَحْسَبَهُ وَكَفاهُ، اِلـهي مَنِ الَّذي نَزَلَ بِكَ مُلْتَمِساً قِراكَ فَما قَرَيْتَهُ، وَمَنِ الَّذي اَناخَ بِبابِكَ مُرْتَجِياً نَداكَ فَما اَوْلَيْتَهُ، اَيَحْسُنُ اَنْ اَرْجِعَ عَنْ بابِكَ بِالْخَيْبَةِ مَصْرُوفاً وَلَسْتُ اَعْرِفُ سِواكَ مَوْلىً بِالاْحْسانِ مَوْصُوفاً، كَيْفَ اَرْجُو غَيْرَكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ بِيَدِكَ، وَكَيْفَ اُؤَمِّلُ سِواكَ وَالْخَلْقُ وَالاْمْرُ لَكَ، أَاَقْطَعُ رَجائي مِنْكَ وَقَدْ اَوْلَيْتَني ما لَمْ اَسْأَلْهُ مِنْ فَضْلِكَ اَمْ تُفْقِرُني اِلى مِثْلي وَاَنـَا اَعْتَصِمُ بِحَبْلِكَ، يا مَنْ سَعِدَ بِرَحْمَتِهِ الْقاصِدُونَ، وَلَمْ يَشْقَ بِنِقْمَتِهِ الْمُسْتَغْفِرُونَ، كَيْفَ اَنْساكَ وَلَمْ تَزَلْ ذاكِري، وَكَيْفَ اَلْهُو عَنْكَ وَاَنْتَ مُراقِبي، اِلـهي بِذَيْلِ كَرَمِكَ اَعْلَقْتُ يَدي، وَلِنَيْلِ عَطاياكَ بَسَطْتُ اَمَلي، فَاَخْلِصْني بِخالِصَةِ تَوْحيدِكَ، وَاجْعَلْني مِنْ صَفْوَةِ عَبيدِكَ، يا مَنْ كُلُّ هارِب اِلَيْهِ يَلْتَجِئُ، وَكُلُّ طالِب اِيّاهُ يَرْتَجي، يا خَيْرَ مَرْجُوٍّ وَيا اَكْرَمَ مَدْعُوٍّ، وَيا مَنْ لا يَرُدُّ سائِلَهُ وَلا يُخَيِّبُ امِلَهُ، يا مَنْ بابُهُ مَفْتُوحٌ لِداعيهِ، وَحِجابُهُ مَرْفُوعٌ لِراجيهِ، اَسْاَلُكَ بِكَرَمِكَ اَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ مِنْ عَطائِكَ بِما تَقِرُّ بِهِ عَيْني، وَمِنْ رَجائِكَ بِما تَطْمَئِنُّ بِهِ نَفْسي، وَمِنَ الْيَقينِ بِما تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيَّ مُصيباتِ الدُّنْيا، وَتَجْلُو بِهِ عَنْ بَصيرَتي غَشَواتِ الْعَمى، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ)

تحادرت دموعها على خديها وهي تردد: (من الذي نزل بقراك فما قريته ومن الذي أناخ ببابك مرتجيا نداك فما أوليته) هدأت روحها وسكنت أوجاع قلبها، وعادت لتفكر من جديد، كيف يمكنها أن تطمئن على زهراء وحسن، فتحت هاتفها مجددا فوجدت رسالة :

- السلام عليكم لا اعرف ان كنت وجدت رسالتي الماضية أم لا، لكني بحاجة ماسة للحديث معك، لقد علمت انهم اعتقلوا زهراء ووالدها، ويبدو أن الاخبار منقطعة عن حسن، أفهم أنك ربما تكوني غاضبة مني، ولك كل الحق في ذلك، لكن أرجوك أحتاج للاطمئنان على الحاج علي وزهراء وحسن وربما يمكنك مساعدتي

- اهلا بك اعتذر منك فلا املك معلومات واضحة حولهم، لقد ذهبت للسؤال عن زهراء فأخبروني أن حسن هرب من سجنه ولذلك يتم التحقيق مع الزهراء ولا ادري مدى صحة هذا الامر

- هل أخبروك أن حسن هرب من سجنه؟

- نعم

- ماذا قالوا لك بالتحديد؟

- قالوا انهم يحققون مع زهراء بصفتها زوجة سجين هارب

- الحمد لله

- الحمد لله؟ كنت اظن انك قد ترشدني للتصرف الصحيح

- اذهبي لزيارة أهل حسن لا بد أنهم قد داهموا منزلهم أيضا وربما يخضغ اهله للتحقيق كما الحاج علي وزهراء

- وماذا أقول لهم؟

- سأعلمك

 

مرت شريفة بزوجة خالها، وذهبت الاثنتان لزيارة أهل حسن، تفاجأت حين وصلت بأن والده وشقيقه الأكبر معتقلان أيضا، وقد تمت مداهمة منزلهم بذات الوقت الذي دوهم فيه منزل الحاج علي، أخبرتهم والدة حسن أن القبض على زوجها وابنها تم على خلفية الزعم بهروب حسن، لكنها لا تدري عنه شيئا وبأنها تعيش قلقا حقيقيا عليه، فلربما أصابه مكروه وصاروا يزعمون هربه حتى لا يتحملون تلك المسؤولية، بينما كانت الوالدتان وشريفة تتجاذبان أطراف الحديث، تفاجأن بدخول والد حسن وشقيقه للبيت، لقد أطلق سراحهم ولا بد أنهم قد اطلقوا سراح الحاج علي وزهراء، عادت السيدتان للمنزل بسرعة وقد صدق ظنهم، اتصلت زهراء بوالدتها لتطلب منها القدوم لأخذها لكن لا أخبار عن الحاج علي، توجهت شريفة مع زوجة خالها لاستلام زهراء، احتضنت زهراء والدتها طويلا جدا:

- لقد كنت بين مجموعة وحوش يا أمي

- ماذا فعلوا بك عزيزتي؟

- لقد حاولوا إرهابي ويقولون أن من مصلحة حسن أن يتصل بي لكنهم واهمون

- ما بال حسن حبيبتي هل حدث له مكروه

- ادعي له يا امي عسى أن يكون بأفضل حال

قطعت شريفة لقاء زهراء ووالدتها، حين انتحبت باكية، فاحتضنتها زهراء:

- انني بخير لا تخشي علي حبيبتي

- لقد شعرت بالضياع لم اعرف كيف اتصرف

- لا بأس عليك الان يجب أن نستعد لاستقبال والدي أيضا

- هل سيفرج عنه أيضا؟

- سيخرج الان

لحظات وخرج الحاج مبتسما، كان سعيدا جدا يملؤه الامل، فسألته زوجته عن سر فرحه :

- أنا سعيد بجرأة حسن وان كنت قلقا عليه

ابتسمت زهراء لوالدها :

- ان شاء الله سيكون بخير

 

تذكرت شريفة فضل، ففتحت هاتفها وكتبت له:

- لقد تم الافراج عن الحاج علي وزهراء وكذلك والد وشقيق حسن حمدا لله على سلامتهم

أجابها فضل:

- الحمد لله وهل من اخبار حول حسن

- يبدو أن زهراء مطمئنة

- الحمد لله

- تعرف شيئا؟

- سأعرف ان شاء الله

 

عادت شريفة للمنزل وهي مترقبة، ربما تسبب ذهابها للسؤال عن زهراء باستثارة شقيقها، سمعت صوته وهو عائدا، فأحكمت اقفال غرفتها، منذ مدة لم تره، وهي تعرف ان لقاءها معه قد يتسبب بتصادمهما، هي لا تكره شقيقها لكنها ترفض سلوكه وفكره، وهو لا يستطيع التفرقة بين الانسان وسلوكه، فان رفض تصرفا منها فذلك يعني أنه يكرهها حتما! كيف من الممكن أن نغير الانسان في مجتمعنا، ليتحول من مهاجمٍ لمناهضٍ للسلوكيات التي يعتقد أنها خاطئة ومواجهة الأفكار التي يعتقد أنها هدامه، دون أن يجرح كرامة صاحبها؟! دون أن يعاقبه لأنه تبناها ومارسها الا في حدود تحولها لسلوكيات وافكار تؤذي الآخر وتنتقص منه؟!

 

طرق فهد باب دار أخته، فتسارعت دقات قلبها وأجابته من خلف الباب:

- كيف أخدمك؟

- افتحي بابك

فتحت الباب بحذر، ووقفت أمامه بشموخ:

- كيف حالك أختي؟

تعجبت من اسلوب سؤاله، لكنها حيته بأحسن من تحيته، فتبسم لها قائلا:

- أعرف أنك تترددين على منزل الخال كثيرا، وأود فقط أن احذرك من اي تصرف أحمق، فالقانون لا يحمي المغفلين أختي

- شكرا لحرصك

 

اعادت اقفال باب غرفتها، وتنفست الصعداء، لا تدري شريفة لماذا قال شقيقها ما قال، ربما عرف بذهابها للسؤال عن زهراء، او ربما لمجرد اعتقال زهراء وجد أنه يحتاج لتحذيرها، نفضت الأفكار عن عقلها، واستعدت للنوم فقد تعبت كثيرا هذا اليوم، حاولت أن تستسلم للنوم، لكن عقلها كان مشغولا جدا، لقد تحدثت مع فضل اليوم، بعد أن شعرت بحاجة شديدة لتوجيهه، تساءلت في نفسها، هل تتواصل معه أم تحذف الرقم مجددا؟ لكنها وبقوة نفس أجابت تسائلها: "ما لك وفضل كوني قوية فان كان هناك من داع للحديث معه فليكن والا فلا"، لكنها قبل أن تغمض جفنها سمعت صوت رسالة قادمة، بسرعة انقضت على هاتفها كان هو:

- شكرا لك لطمأنتي اليوم لقد كنت قلقا جدا

- لا داعي للشكر

- اشتقت كثيرا لحواراتنا ومناقشاتنا واعتذر لانقطاعي عنك

- ارجوك فضل لا تتلفظ بما لا تعتقد

- وما الذي تعتقدين انني لا اعنيه ولا اعتقده؟

- اشتياقك ربما وانقطاعك ربما

سكت فضل طويلا جدا، لم يكن يقبل على نفسه بأن يدعي ما ليس حقيقه، فسأل نفسه "هل حقا تشتاق؟ هل حقا لا تريد الانقطاع؟" كانت بعمق روحه إجابة واضحة جدا، وللحظة ظن فضل أن السؤال الصحيح ليس ما سأل، بل ان السؤال الصحيح "هل أنت جاد وقادر لتكون شريفة جزءا منك؟" أجابها:

- شريفة ما عرفتُه عنكِ يجبرني على احترامك وتقديرك، ويجعلني محتاجا لمخاطبتك، أحيانا اشعر أنك تحتاجين لتبادل بعض الأفكار واكون ممتنا حين تفعلين ذلك معي، لا اعرف مدى الألم الذي تسببت به لك لكن ثقي أني لم أشأ ولم أختر ذلك فأرجوك سامحيني

- لماذا كنت تصر على مخاطبتي؟ ولم تفعل ذلك الآن؟

من الصعب جدا أن يجيبها على هذا السؤال، لقد أصر على مخاطبتها لأنه اعتقد أنها بحاجة له، ثم أصر على الاستمرار بذلك، لأنه صار يحتاج اليها، كيف يوصل لشريفة رسالته الواضحة، أن الكثير من الأمور تكون افضل حين تكون مبهمة، وان بعض التسميات لا بد أن يتريث الانسان قبل أن يطلقها، اليوم هم يحتاجون لبعضهم، ربما يجمعهم حلم واحد فلماذا القفز للغد؟

- نريدك معنا أنت كفاءة يحتاجها البلد فهل ستفعلين؟

- ألا تخشون أن أفشل مشروعكم لأني أخت ..

- ما لنا وشقيقك يا شريفة فقط كوني حذرة وابتعدي عن المناوشات معه

- نحن في مجتمع لا يجيد فصل المرء عن عائلته فان أجرم واحد منهم انفض الناس من حول الجميع

- تلك قيم بالية ولت الى غير رجعة، فشريفة تمثل نفسها وفضل يمثل نفسه، أتدرين شيئا؟

- ما هو ؟

- في عائلتي رجل منبوذ جدا لأنه يتعاون معهم ويشاركهم مشاريعهم ومما يؤسف له أيضا أنه رغم مطاردتي واعتقال حسن ونحن أبناء عمومته الا انه يدعي ان العدل مبسوط في هذه البلاد، فهل يعقل أن يحكم علينا من خلاله؟ أو هل يعقل أن يحسن الظن بسوء افعاله لأنا أبناء عمومته؟ الامر لا يختلف معك

- لقد أخبرني خالي علي أننا نحتاج لاستخدام أسماء مستعارة

- نعم هو كذلك، هل ستكونين معنا؟

- ......

- لا زلت مترددة؟

- لا أمتلك جرأتكم

- اكتسبيها

- سأحاول كتابة أفكاري لكن قبل أن ابلغ خالي بها أريدك أن تراجعها

- بكل تأكيد

 

عادت الابتسامة لشفاه شريفة، وعادت الحياة لدماء فضل، أحيانا يشعر الانسان ان سعادته تكمن في "شخص" يجيد مخاطبته، يفهم كلماته وجمله، فيكون له بمثابة الكفين اللتين تتلقفانه كلما سقط! امرأة كشريفة تعيش في بيئة تلفظها لا بد أن تتعلق بإنسان كفضل يجيد احتضان أفكارها، ورجل كفضل يجيد حوار العقول والارواح لا بد أن يشعر بالحاجة لأنسان كشريفة، لا يتكبر على جهله ولا يستكثر على أحد علمه، لم يعد يرضي شريفة الا رجولة فضل، ولم تعد شريفة عند فضل مجرد "متعاطفة" انها مشروعه القادم، فإلى أين تراهما يتجهان؟
 
 
 
 
ألتقيكم في الحلقة القادمة ..
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قف.. فكر.. قرر بوعي

  نسمع كثيرا عن مفردة (الوعي) ونُدعى كثيرا لأن نكون (واعين) بل وحتى في أحاديثنا المعتادة نطالب أن يكون الآخر مالكا-لوعايته الكاملة (تعبير دا...