ابحث في مدونتي

الأحد، 15 فبراير 2015

قصتي : حب في ن السياسة (28)

 
 
 
 
وضعت زهراء وليدها في مهده، وصارت تنظر اليه مطولا، فكلما كبر اقتربت ملامحه من والده أكثر، أحيانا تداعبه وكأنه يفهم كلماتها "يبدو أن الله أراد أن يكون حسن أمام ناظري دائما فصرت تشبهه لهذا الحد" لقد تعلقت هذه الفتاة بطفلها كثيرا، تشعر أحيانا أنه السلوة التي منحها الله اياها، الأمانة التي تنشغل برعايتها عن هموم الدنيا، مسحت على رأسه وقبلته، وهي تهمس له بوعد تكرره على مسامعه كل حين "ستعيش بين أبويك .. أعدك بأن الله سيلبي دعاءنا وتضرعنا .. أثق بذلك كما أثق أنك أمامي الآن" سقطت من عينيها دمعة، لكنها انتهت عند ابتسامة شفتيها، من قال أن الآلام هي المحفز الوحيد لدموعنا؟ أحيانا تحفزها آمالنا أكثر!
 
مر يومان أو أكثر، والحاج علي يسأل زهراء كل حين:
- ألم يتصل بك حسن؟
- لا يا بابا .. حسن لا يتصل بل نتواصل عبر مواقع محددة ومنذ يومين وهو منقطع عني .. وسؤالك بدأ يقلقني .. هل هناك مكروه؟
 
لقد اتفق الحاج علي مع الشابين بأن يظل أمر مغادرة حسن سرا، حتى ينجح في الوصول سالما فيتصل مبشرا بوجوده بالخارج، لم يشأ الرجال بأن يتسببوا بقلق الجميع، كان يكفي توتر فضل والحاج علي وقلقهما، لكن تأخر حسن في الاتصال هو ما أقلق هذا الرجل كثيرا، فكر بأن يتوجه للشقة لملاقاة فضل، لكنه تراجع عن ذلك وأجّل الزيارة حتى يحصل على مكان جديد للشاب، يكون قريبا من عائلته كما أراد. لم تكن زهراء قلقة، فكثيرا ما جربت أياما قاسية، ينقطع فيها حسن عنها طويلا، فأحيانا نألف القطيعة لأننا ندرك أنها ليست خيار أحبتنا!
 
شريفة لا زالت تمر بنوبات الفزع التي صارت تصيبها مؤخرا، لم تعد أم فهد تطيق على ذلك صبرا، فصارت تصر عليها بأن تزور المستشفى، كانت شريفة تعرف أن نوبات فزعها لها سببين، انقطاع فضل عنها وخوفها من شقيقها.
 
 كم هو صعب أن تخاف أقرب الناس اليك؟!! كم هو صعب أن يخذلك من حسبته لك عونا!! كم نسبة الدماء التي تحيلها القسوة والأنانية لأرخص من الماء الجاري المتاح للحيوانات والطيور بالمجان؟! ربما تختلف أمزجة الأشقاء وطباعهم وتفكيرهم بل واخلاقهم تماما، لكنهم يظلون أشقاء، يحنو أحدهم على الآخر، فيكون كبيرهم سندا لصغيرهم، وصغيرهم عونا لكبيرهم وهم عصبة! فكيف بمن لم يهبه الله الا شقيقا واحدا؟! كانت شريفة تشعر بالمرارة لأن فهد لا يكترث بأخوتهما، لطالما فكرت "ماذا لو وقع فضل في يديه يوما ما .. عارفا بمن يكون؟! سيقتله!" تشعر بغصة وهي تفكر في الأمر "ألا يجدر به حينها أن يراعي كونه زوج اخته؟!" أجهشت شريفة ببكاء مرير، فاحتضنتها والدتها "هوني عليك يا ابنتي..أنا لا أدري لم تذهبين بتفكيرك لهذا الحد؟! فوضي الأمر لله .. وأنا من بعده عونك وسندك لن أسمح لفهد أن يؤذي فضل .. أعدك يا ابنتي"
 
لا زال الحاج علي، غارق في قلقه، أحيانا يشعر بضعف شديد فيمشي مسرعا نحو زهراء، يريد أن يخبرها أن حسن خرج في رحلة سفره وأبطأ في اتصاله!! الا أنه لا يريد أن يُحمّل قلب ابنته القلق، فلطالما تحملت رغم صغر سنها كميات ضغط عالية المستوى، لكنه يكاد ينفجر من الكتمان، فما عساه فاعلا؟! هذه المرة لم يتمكن من ايقاف رجليه، فمشى حتى وصل لباب شقتها، كان يهم بطرق الباب الا أن مكالمة هاتفية أوقفته:
- عليكم السلام .. أهلا عزيزي؟ ما الذي حصل؟! متى تم هذا الأمر؟! لاحول ولا قوة الا بالله .. أنا قادم اليك ..!
أغلق الحاج علي هاتفه، ورجلاه لا تكادان تحملانه، صار يجب عليه أن يُعلم زهراء بمغادرة حسن، فلم يعد يدري الى ما تؤول الأمور، دخل لشقة ابنته متثاقلا، رسم البسمة على شفتيه وفوض أمره لله "يارب تعلم أنا بكل قضائك راضون .. والى لطفك محتاجون .. فاربط على قلوبنا بالصبر" رحبت زهراء بوالدها وبسرعة حملت اليه منتظر، فثمة تعلق شديد يظهره هذا الرضيع تجاه جده، أحيانا تظن زهراء أن منتظر يعتقده والده، لاعبه الحاج علي وقبًّل شفتيه ثم وضعه في حجره، وطلب من زهراء أن تجلس أمامه لتصغي اليه :
- منذ يومين كنت في الشقة برفقة فضل وحسن .. كنت أودع حسن لأنه كان يهم بالمغادرة حينها
وقفت زهراء على رجليها، والفرحة تكاد تقفز من عينيها:
- حقا أبي؟ وصل حسن اذا؟
أجلسها الحاج علي، وربت على كتفها وأكمل حديثه:
- كنت أخفي خبر مغادرة حسن .. وانتظر أن يتصل بك ليخبرك بنفسه عن نجاحه .. لكنه تأخر يا ابنتي كما أن هناك امرا مؤلما قد حصل .. لذلك أنا ذاهب الآن لفضل يجب أن أغير مكانه بأسرع وقت ممكن ..
في هذه الأثناء طُرق الباب طرقات خفيفة، فأسرعت زهراء بفتحه، كانت شريفة هي القادمة وعيناها تمتلآن بالدموع :
- خالي علي .. هل علمت بما جرى؟
- هل ذهبت للشقة؟
- لا كنت قادمة هنا حين تلقيت مكالمة من زوج عمتي
- اذا تعالي معي .. يجب أن نغير مكان فضل
 
 
 
دون أن تفهم زهراء شيئا، خرج الحاج علي برفقة شريفة متوجهين لموقع فضل، طوال رحلة الذهاب لم ينبس الاثنان ببنت شفة، شئ من الذهول كان يخيم عليهما، وربما الكثير من الترقب أيضا، يتسائلان بعمق قلبيهما عما يمكن أن تؤول اليه الأمور، ربما كان الحاج علي أكثر رباطة جأش من شريفة، تعينه على ذلك سنوات نضاله، لقد جرب هذا الرجل النفي والاعتقال والتعذيب، ولا يختلف اليوم عن البارحة، ذات الأفعال وذات الدناءة لا زالت تحكم بيد من حديد، ربما اختلفت السنوات والأسماء لكن الظلم والجبروت واحد لا يتغير، عبر مر الأزمان وفرعون يُذبِّح الرجال ويستحيي النساء. ما يوجع هذا الرجل هو الألم الذي يراه مرتسما على وجوه وبعمق عيون هؤلاء الشباب، كم كان يتمنى لو أن نضاله وتضحياته تمكَّنت من صنع واقع أكثر أمانا لهم، لكن هيهات والظالم قد امتلكه الكثير من الغرور، والناس قد كبَّلها شئ من القبول، ثم استقر بعزمها كثير من الطعنات، حتى لم تعد قادرة على الوقوف!
 
غرق الاثنان في بحر تتلاطم فيه الأفكار، لم تكن شريفة تعرف بمغادرة حسن، ولا تدري ما حال فضل بعد أيام من الانقطاع، كان يشغل تفكيرها ما يجري على عمتها، وهل يمكن أن يكون لفهد يد في ذلك؟ وكيف من الممكن أن تحل الأمور؟ والى أين يولُّون بفضل بعيدا عن أعين التجبر والتسلط والظلم؟! كم تعب هذا الرجل من التنقل والخوف والترقب!! لماذا يعيش الأقوى نشوة القدرة فيسلب القوي أمانه واستقراره متلذّذا باستضعافه؟! أسئلة لا زالت النفس السليمة لهذه السيدة غير قادرة على استيعابها، فبالنسبة للنفوس السليمة، لا مبرر للبطش أبدا!
 
وصل الحاج علي وشريفة للشقة، وبسرعة شديدة اندفعا باتجاهها، كانا يأملان أن يجدا فيها فضل، فيحتضنانه طويلا طويلا جدا، ويدساه بروحيهما لعلهما يمنعان عنه أذىً لطالما لاحقه! لكنهما وبمجرد وصولهما للمكان، تفاجآ بحجم الدمار هناك، ملابس مبعثرة، كتب ممزقة، الكترونيات مقلوبة رأسا على عقب، قمامة منثورة على الأرض، أبواب مكسرة، خزائن متلفة، سقطت شريفة على كرسي وحيد لم يحركوه من موقعه، لم تكن قادرة على الكلام، الآن علمت لماذا تم اعتقال عمتها شيخة!! لقد كُشف المخبأ السري للشابين، وعليه فلا بد من عقاب محتضنهما، بالرغم من القلق الذي استبد بها تجاه زوجها فضل، الا أن قلبها غاص بعمق روحها وهي تفكر بحسن، "اعتقلوا حسن!! لن يرحموه فقد صار المطلوب الأول في هذه البلاد! ستستضيفه زنزانة صغيرة وحيدا يحدث فيها نفسه!" نظرت تجاه خالها يملأها خوفها عليه وعلى فضل وعلى حسن وعلى زهراء!!
- كيف تمكنا من الوصول اليهما؟! وكيف السبيل لهما؟
كان الحاج علي يتفحص الشقة وهو يسترجع، وكأن خبرا مفجعا بالموت قد وصل اليه:
- لا أدري يا ابنتي .. أتراهما اعتقلا أم هربا .. أم بقي فضل وفر حسن! لا أدري لم أكن أدري بما حصل! لقد خرجت منذ يومين من هنا وهما بسلام، كان حسن يهم بالمغادرة محاولا اقناع فضل، ودّعتهما وخرجت من الشقة وللتو دخلتها مجددا!
- إذا هل يعقل أنهما لم يعتقلا؟
- لم تصلنا أي أخبار .. لم نسمع عن أخبار اعتقال .. ولم يتصل بنا أحدهما لنعرف ما حالهما!
 
تذكر الحاج علي انه وعد صديقه بالذهاب اليه، وبسرعة خرجا من الشقة متجهين لزوج العمة، كان واقفا أمام مبنى الخوف والرعب والارهاب، مبنى أسس على وقع أنات المعذبين، جدرانه تكتسي بدمائهم وصراخاتهم، وسقفه شاهد على صبرهم وشموخهم ودناءة جلاديهم.
وقف الحاج علي برفقة صديق عمره، هما من أكثر الرجال معرفة بهذا المبنى، وهو ما تسبب لهما بالخوف على شيخة، كانت عينا زوجها رطبتان جدا، تقف الدموع عند بوابتهما، تمنعه من ذرفها رجولته وايمانه بالله. أمسك الحاج علي كتف صاحبه، معتذرا اليه عما آلت اليه الأمور، لكن هذا الرجل استدرك اعتذار صاحبه :
- أو لم نكن نعرف خصمنا ياصديقي؟ لقد كانت شيخة مؤمنة بما قامت به وكذلك أنا .. لا يمكن أن نندم على واجب فعلناه
- أسأل الله لطفه وتحننه .. هل عرفت بأمر الشقة؟
- كلما أعرفه أنهم هجموا علينا فجرا لاعتقال شيخة بسبب الشقة .. لقد رفضتُ تسليمها لهم .. وفي طريقنا لهنا أخبرتني أن أحد المفتشين أخبرها أنها ستدفع ثمن احتضان المخربين باهظا!! لقد كانت قلقة جدا على الشباب .. حاولنا الخروج لهما بعد أن غادَرَنا العسكر، إلا أن سيارةً استقرت أمام منزلنا منعتنا من ذلك .. يبدو أننا صرنا تحت المراقبة منذ البارحة.
- الشقة في حال يرثى لها .. والشباب ليسوا هناك
- إذا فقد اعتقلوهما؟ ثم طلبوا شيخة؟
- لا أدري يا صديقي .. لا أدري ما مصيرهما
- لعله خير يا حاج علي
 
ظل الرجلان ترافقهما شريفة واقفين هناك، ينتظرون أي خبر عن العمة شيخة، بينما يرتفع منسوب الأمل عندهم كلما رن هاتف أحدهم، داعين الله أن تكون تلك المكالمة بشارة سلامة الشابين. كانت شريفة منهمكة في تتبع مواقع التواصل الاجتماعي، لعلها تجد خبرا هنا أو هناك، تسمّرت في صفحة حسن وفضل للتغريد ساعات طويلة، لعلها تجد منهما تغريدة تطمأنها كما الأيام الخوالي. وقد طلب الحاج علي من زهراء أن تنتبه لهاتفها، لعلها تتلقى اتصالا من حسن، لكن ساعات الانتظار طالت، فلا اتصال من حسن ولا خبر عن فضل ولا خرجت العمة شيخة! ومع كثرة طردهم من المكان من قبل موظفوه، استسلم الجميع للعودة للبيت.
 

 
 
لقد قرر الثلاثة أن يبقيا في منزل الحاج علي، فلا طاقة لزوج العمة بالرجوع لأبنائها دونها، ولا قدرة لشريفة بالعودة لغرفتها وحيدة لا يرافقها الا قلقها وخوفها، انضمت لهم زهراء تاركة منتظر في عهدة شقيقتيها، جاءتهم وهي مضطربة جدا، لم تكن قلقة على حسن فحسب، بل كانت تمتلأ ألما، فقد عادت للتو من زيارةٍ لمنزل أهل زوجها، الذين لم يكتفي الظالم بتشريد ابنهم وحكمه بالاعدام، بل حرض عليهم موالوه وعبيده، يرجمون البيت كل حين بالحجارة والزجاجات الحارقة، انتقاما على حد زعمهم من رجال امنهم الذين قتلهم حسن!! (1)
 كان الغضب يسيطر عليها، لكن والدها اقترح عليها أن تستضيف أهل زوجها في شقتها، فتوفر عليهم معاناتهم حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا. لاقى الاقتراح استحسان زهراء، فأسرعت تحضر عمتها وعمها وشقيقة حسن معها، وقد مانعوا ذلك أولا الا أنها أخبرتهم باحتمالية خروج حسن ورحيلها اليه، كانت امه سعيدة جدا بما زفت اليها زهراء من أخبار، لكن مع طول المدة لا بد أن يدخل شعور الخوف قلب المحبين. لذلك فقد أخذت منهم وعدا بأن يسكنوا معها متى ما تبين وضع حسن وعلموا بمكانه.
 
لم يبت أحد ليلته تلك، احتضن الحاج علي مصلاه ومعه زوج العمة، وهامت زهراء في كتاب الدعاء، وغاصت شريفة في قراءة آيات الأمان، كانوا جميعا يسألون الله لطفه، اللطف فحسب فهم يدركون طبيعة خصمهم، ويعرفون أنه لا يتورع عن ارتكاب المآثم ومع ذلك اختاروا أن يظلوا واقفين أمامه، لا ينحنون اليه. دقائق ورن هاتف شريفة، كان رقما غريبا لم تعهده في هاتفها قبل الآن:
- أهلا .. عليكم السلام .. هل أنت بخير؟ أين أنت الآن؟؟
بأسرع مما كانت تتوقع، انتهت تلك المكالمة، بسرعة تحلّق حولها أهل الدار:
- من المتصل ؟؟
كانت صامتة تنظر لشفاههم، تتسارع نبضات قلبها، تحاول التنفس بصعوبة، تريد أن تجيب سؤالهم، لكن وكأن جاثوما جثى على صدرها، بسرعة استخرجت زهراء بخاخا من حقيبة شريفة وصارت تبخه لها، حاولت أن تهدأها ثم أعادت السؤال عليها:
- شريفة .. من المتصل؟
- فضل
انفرجت أسارير الحاج علي سألها:
- هل أخبرك بمكانه؟
- هناك ... حيث كنا نقف طوال اليوم يا خالي
- لا بأس يا ابنتي .. على الأقل صرنا نعرف بمكانه؟ ألم يقل شيئا عن حسن؟
- لم يقل أي شئ سوى ( أنا بخير ) وحين استفسرت عن مكانه أخبرني بأنه هناك .. حيث كنا يا خالي ..
انتحبت شريفة باكية، كان صوته متعب جدا، لكنها حين سألته "هل أنت بخير؟" تخيلت أن بسمة قد رُسمت على شفتيه، هكذا صوّره لها صوته وكلماته "أتقلّب في نعمة الله" كم يحمل فضل القدرة على تطبيب جراحها؟ حتى وهو خلف قضبان غليظة، ربما ينزف من الجراحات لكنه في لحظة وبجملة واحدة جعلها تتماثل للشفاء تماما، تبسمت فجأة ونظرت لزهراء قائلة :
- انهم بخير .. يجب أن لا نقلق عليهم .. انهم عيال الله والله لا ينسى عياله
ابتسامة شريفة وكلماتها، رسمت البسمة أيضا على وجه زهراء، لكن هذه المرة امتزجت بسمتها بدمعة "كم أحبك يا انسانة" احتضنت الفتاتين بعضهما، وصار الحاج علي يضحك مداعبا صديقه القلِق :
- ما رأيك أن أواسيك بعناق؟
- أو نسيت أيام عناقنا ياحاج علي .. لقد أجبرونا ذات مرة على ...
لم يتمكن الحاج علي من ايقاف ضحكاته، فوضع كفه على فم صاحبه:
- صه .. ما كل ما يعرف يقال
 
مرّت لحظات صمت، شقتها زهراء بسؤال:
- بابا .. ما الذي يجب أن نتوقعه عن حسن؟
- هناك مثل انجليزي يقول :  No news good news  .. تفاءلوا بالخير تجدوه يا ابنتي .. لنتفاءل بلطف الله
 
اتصال آخر لكن هذه المرة عبر هاتف زوج العمة، كانت هي المتصلة، أبلغته انهم سينقلونها للتوقيف ليعيدوها للتحقيق في اليوم التالي، وتهمتها "ايواء مطلوبين" لكنها قبل أن تقفل الهاتف طلبت أن تطمأن على الشابين، فما كان من زوجها الا أن أخبرها أنهما بخير، لم يكن يرغب بأن تعيش العمة حالة قلق وتوتر عليهما أيضا، فهذه السيدة تعامل الجميع معاملة الأبناء، فكيف تقوى أمٌ على اعتقال فلذات كبدها؟!
(2)

ألتقيكم في الحلقة القادمة ....
_______________________________________
(1) المعتقل عبد العزيز عبد الرضا حكم بالإعدام ثم خفف حكمه للمؤبد لطالما تعرض أهله ومنزله للهجوم والتهديد بالحرق من قبل مجهولون موالون للسلطة ..
 
 
(2) المعتقلة آيات الصفار محكومة سنة بتهمة إيواء مطلوبين:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قف.. فكر.. قرر بوعي

  نسمع كثيرا عن مفردة (الوعي) ونُدعى كثيرا لأن نكون (واعين) بل وحتى في أحاديثنا المعتادة نطالب أن يكون الآخر مالكا-لوعايته الكاملة (تعبير دا...